يونُس البوسعيدي:

وأنتِ معي ..
تزلُّ السماء وتسكرُ عشقًا
تعودُ لبحبوح الأريحيةِ
تنسى روزنامةً تتساقطُ أوراقُها فزَعًا
من خيالٍ يُعَشِّش في ماء مرآتها

تَـتَـأْتَـأُ أو تتهجّى الكمنجَةُ أغنيةً
نَسِيَتْها كَذَلِكَ في دفترٍ أزرقٍ مُترَبٍ
فوق رفٍّ قديمٍ
كباقي أغانيهِ ،
إِذْ كان كالنبعِ يغدقُ بالوجدِ
في منجمٍ غائرٍ كالأساطيرِ
أو كالنعاس الذي مثل كبّةِ غيمٍ بَلِيْلْ
يدغدغُ جفن الهيامى السهارى.
بنانَ البروقِ بردْنَ،
وَلَمْ أَرْقَ أسْـتَـرِقُ "الحمَأَ / العِشْقَ"
مِـنْ أحدٍ عاشقٍ في السماءْ.
بنانَ البروقِ بَردْنَ،
ولا دهشةٌ في الغناءِ المُدلّلِ كابْنِ القييلةِ
إذْ خانها حين أغمد سيف البروقِ الطوالِ
وقصّ ظفائرَ أمطارها.
بكاني الغناءُ الذي أرضعتْنيهِ أُمِّيَ،
مُذْ شِبْتُ كالنخلِ مِـنْ بَعد جَدّي

يُحاصِرني مخرجُ المسرحيةِ،
لا أستطيع الصعود لآخِرَ أوكتاڤ هذا الغناءِ
ولا أستطيعُ الرجوعَ لِمَهدي،
ولا أستطيعُ العثور عليّ ،
ولا أستطيعُ كتابة شيءٍ
بِلَوحِ المدى السرمديِّ ،
أُريدُ كتابةَ أغنيةٍ ثَرّةٍ بالطفولةِ والماءِ،
مُفعمَةٍ بالحياةِ ،
كما العاشقَيْنِ الغريرَيْنِ ذاقا ارتجافةَ أول قُبْلةْ

أُريدُ كتابةَ أغنيةٍ ثرّةٍ بالصدى
تقصُّ حكايايَ عنّا لكِ
وعن "بائعِ البسطة" الدافئ الرُّوحَ بِـ"قونيا"
يقولُ :
- نُسافرُ أكثر مِـنْ أنجمٍ في السديمِ .
- فقلتُ له : الحياةُ جناحٌ يطيرُ .
- فقالَ : إلى لهبٍ .
- قلتُ له: كيف نملكُ دفّتَها
- فقال : إذنْ لماذا نطيرُ؟!
- وكيف سنقدرُ أنْ لا نُهفْهِفَ
كالماءِ منسربًا للينابيعِ ،
مثلَ امتشاقِ النبيذِ
كما لُغَةٍ تركتْ ثوب أناقتِها للفقيرِ..
تركتُهُ كالظلّ مُستَثْقَلًا ظِلّه في الكمانِ
وكان بسيطًا، وينسكُ في الحُبّ
كان جناحاهُ مِنْ قلقٍ ، بُلِّلا برذاذٍ ، وأسقطَه
كان كالهندباء، وقد تعِبَ الحُبّ والحُلمُ مِـنْ حملِهِ
وكان وكان وكان...

تلوحُ الطَلولُ مِـنَ الغبَشِ المخمليِّ..،
كم مِهجةٍ حلمتْ عنبًا ..
- ولو عَلِمتْ- حملتْ حتفها

على قـدْر أحلامنا يا مرايا اضحكي.
ألا بُـدَّ يا وردُ مِـنْ شوكةٍ
لِيَسقط بالون أحلامنا؟

تناثر مثْل الغبارِ...
تعيشُ الطواحينُ يا "هِيْتشكوكُ"
تعيشُ تعيشُ
ونحن الذي نتجندلُ لما تركنا القماطْ.

ثناثرَ مثْل الغبارِ
وها أنتِ جئتِ ،
وعاد الغبارُ أغانيَ
آهِ
ما كان أسهلَ أنّا نعودُ ،
إذا وجدَ القلبَ "كُبّة وردْ"