مثلما تطلب الإنجاز الذي حققته السلطنة في مجال رعاية الطفل بشكل عام وصحة المواليد بشكل خاص جهودا كبيرة بدأت منذ السنوات الأولى للنهضة المباركة، فإن الحفاظ على هذا الإنجاز يستدعي استمرار الجهود والاستفادة من أحدث ما توصل إليه العلم في كل ما يخص رعاية أطفالنا الذين هم فلذات الأكباد والضامن الأساسي لمستقبل البلاد.
فوفقا لتقرير صادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات حول الأهداف الإنمائية للألفية حققت السلطنة إنجازات عالية في مجال التغذية، لا سيما للأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة من العمر، وجرى الاهتمام بتطوير وتعزير تغذية هذه الشريحة العمرية بشكل خاص والحد من مشكلة نقص الغذاء، محققة نسبة انخفاض بلغت 63% من عام 1995 والتي بلغت 23% إلى 8.6% عام 2009.
كما تمكنت السلطنة أيضا من خفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين بمعدل 72.3%، كذلك يأتي تحصين الأطفال على قائمة أولويات التوجه المعتمد من قبل القطاع الصحي في السلطنة خلال العقود الثلاثة الماضية.
وحتى يتم الحفاظ على هذا الإنجاز والوصول بالرعاية الصحية للمواليد تعمل السلطنة على الوقوف على أحدث ما توصل إليه العلم وتبادل الخبرات، حيث يأتي في هذا الصدد المؤتمر الدولي لطب المواليد الذي نظمه مستشفى السلطان قابوس بصلالة بمشاركة نحو 140 مشاركا من مختلف الفئات الطبية والطبية المساعدة من مختلف محافظات السلطنة.
ومن خلال مناقشة المؤتمر لعدد من الموضوعات الرئيسية في حياة الرضع والأطفال الخدج مثل اضطرابات الجهاز التنفسي لحديثي الولادة ونقص الأوكسجين الدماغي وآلية رعاية الأطفال الخدج منخفضي الوزن، إلى جانب التعريف بالتغذية السليمة واضطرابات الجهاز الهضمي واستخدام انواع مختلفة من الأشعة في تشخيص وعلاج الأطفال الخدج يقف المؤتمر على عدد من المشاكل التي تهدد حياة المواليد أو تؤثر على قدراتهم في المستقبل.
وحتى تؤتي مثل هذه المحافل العلمية ثمارها بشكل جيد لا بد من الوقوف أولا على أبرز المشاكل التي تواجه المواليد سعيا لاستكمال إنجازات السلطنة في هذا المضمار.

المحرر