القدس المحتلة ـ «الوطن»:
أعلنت ما تسمى «دائرة الاستيطان» التابعة للوكالة اليهودية التخطيط لإقامة بلدات يهودية جديدة في الجليل والنقب بالداخل الفلسطيني المحتل، بعدما جمّدت قبل ثلاث سنوات مخططات مشابهة.

وأعلنت الدائرة المذكورة عن أن الهدف من إقامة بلدات كهذه هو «التعبير عن السيادة الإسرائيلية» وإحداث «توازن ديمغرافي ملموس».
ووفق المخطط الجديد، الذي نشرته مؤخراً وزارة الزراعة وتطوير القرية، التي يتولاها الوزير أوري أريئيل، وهو أحد قادة المستوطنين في الأراضي المحتلة عام 1967 وينتمي إلى حزب «البيت اليهودي» اليميني المتطرف، فإن البلدات الجديدة ستقام حول بلدات قائمة، بينها «بيلخ» و»توفال» غربي بلدة مجد الكروم، وبلدتي «أشحار» و»يوفاليم» شمالي مدينة سخنين.
وتسعى «دائرة الاستيطان» إلى إسكان 3000 يهودي في البلدات الجديدة، علما أنه لم يتقرر بعد الموقع المحدد الذي ستقام فيه البلدات الجديدة.
وتندرج هذه المخططات ضمن سياسة تهويد الجليل، وجعل أغلبية سكان هذه المنطقة من اليهود، وهو ما فشلت السلطات الإسرائيلية والمؤسسات الصهيونية في تحقيقه حتى الآن، بسبب رغبة معظم اليهود في السكن في منطقة وسط «إسرائيل»، بحسب صحيفة «هآرتس» العبرية.
وأكدت الصحيفة أن هذه المخططات تتعارض بشكل واضح مع المخططات القطرية، التي تقضي بتوسيع بلدات قائمة وعدم إقامة بلدات جديدة.
والهدف الأساسي من هذه المخططات هو محاصرة البلدات العربية وخنقها ومنع توفير أراض لتوسعها مع تزايد عدد سكانها.
وتعتبر «دائرة الاستيطان»، وهي وحدة مستقلة في «الهستدروت الصهيونية»، الذراع التنفيذي للحكومة الإسرائيلية بإقامة مستوطنات في أراضي الـ67 وبلدات في أراضي الـ48، بعد مصادرة أراض فلسطينية في الحاضر والماضي.وتعمل هذه الوحدة تحت مسؤولية وزارة الزراعة وتطوير القرية وبتمويل كامل من خزينة الدولة، وتصل ميزانيتها السنوية إلى 100 مليون شيقل، لكنها تتضخم لتصل إلى 300 مليون شيقل.ولا توجد «لدائرة الاستيطان» صلاحية المصادقة على إقامة بلدات ولكنها تعمل في مجال التخطيط لإقامة بلدات وتقديم المقترحات إلى الحكومة الإسرائيلية.وكان آخر مخطط بادرت إليه هذه الدائرة هو إقامة مستوطنة «حيران» في النقب، مكان قرية أم الحيران بعد تهجير أهلها منها. ويذكر أن السلطات الإسرائيلية، وعلى خلفية مخطط إقامة مستوطنة «حيران»، تقوم بهدم بيوت في أم الحيران، وبينها هدم 11بيتًا في القرية في يناير الماضي، عندما قتل أفراد الشرطة المربي يعقوب أبو القيعان.ويواجه مخطط إقامة البلدات الجديدة في الجليل معارضة جهات تعنى بحماية البيئة، التي أكدت أن هذه البلدات تقلص مساحة المناطق المفتوحة والطبيعية، وبذلك تلحق أضراراً بالبيئة.وفي ذات السياق شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي امس الاثنين، بإقامة مقطع من جدار الضم والتوسع العنصري، فوق أراضي بلدة يعبد جنوب غرب جنين .وذكرت مصادر محلية وشهود عيان ، أن قوات الاحتلال شرعت ببناء مقاطع من الجدار بطول 300 متر في الأراضي الزراعية الواقعة في منطقة مريحة بالقرب من البوابة العسكرية على طول الشارع الرئيسي .وأشارت إلى تخوف الفلسطينيين من قيام قوات الاحتلال بالاستيلاء على الأراضي وعزلها بخلف الجدار الذي سيلتهم أراضيهم ويحرمهم من دخولها، وخاصة الواقعة بالقرب من مستوطنة «مابودوثان» المقامة فوق أراضيهم.وأضافت المصادر أن سلطات الاحتلال قامت بفرش طبقة من «البيسكورس» على طول 300 متر بمحاذاة مريحة، وتمنع الفلسطينيين من المرور للوصول إلى أراضيهم على طول الشارع الرئيسي الذي يربط بلدة يعبد بمحافظتي جنين وطولكرم، وتعود الأراضي الزراعية لعائلة أبو شملة .وأغلقت قوات الاحتلال طريقا ترابيه تربط يعبد بمنطقة مريحة، وهي الطريق الوحيدة الفرعية التي تربط يعبد بمنطقة مريحة التي يسكنها نحو 400 فلسطيني.