مسقط ـ الوطن :
صدر للكاتب والروائي العماني زهران القاسمي عملا روائيا جديدا بعنوان "جوع العسل" وهو الثالث بعد أعماله الروائية "جبل الشوع" و "القناص". يأتي هذا العمل لينسجم مع تفاصيل البيئة العمانية وحيثياتها وثقافتها الممتدة حيث التركيبة اليومية للإنسان العماني في الجبل والسهل، وهنا يأتي القاسمي ليؤكد إن كتاباته هي حصاد ارتباطه الوثيق بينه وبين بيئته الاستثنائية.
حول هذا الكيان الأدبي الجديد يقول الكاتب زهران القاسمي: الرواية تأخذ موضوع جمع العسل وعالم النحالين في البئية القروية والجبلية، وتتحدث الرواية عن ثلاث شخصيات ، وهم أصدقاء يبحثون عن العسل، وكل شخصية لها عالمها النفسي والاجتماعي. الرواية تدور فكرتها حول فلسفة الجوع وعنوانها "جوع العسل" وهو دلالة على الجمع المفرط "الشهواني"، وكل نفس لها جوعها الخاص المتعلق بشي معين والبعض تجد عنده جوع الجنس والبعض الاخر جوع العشق وفي اخر تجد عنده جوع الكيف. فمثلا الذي يحب التدخين يحب أيضا أن يتعامل مع الجوانب المؤدية إلى تلك التي تسد جوعه النفسي الأقرب إلى لذة العسل من الناحية الفلسفية.
ويضيف القاسمي: حاولت أن أتناول هذا الموضوع، وفي الأخير هي مجرد حكاية ممكن تاخذ بمآخذ كثيرة. فالقاريء يستشف فيها العالم الروائي الموجود بين السطور ونترك الباقي للنقاد. مثلا حسين المحروس في جملته يتحدث عن اكتشاف الذات وأن كل واحد من الشخصيات الثلاث الموجودة بالرواية أن كل شخصية تحاول اكتشاف ذاتها وهي بين الجبال لان طبيعة البحث عن العسل لابد أن المجموعة تفترق للبحث عن العسل وتذهب إلى جانب معين وبالتالي يكون الانسان وجه بوجه أمام نفسه فيستعيد ذاكرته ويبدا في نخل الأمور بداخله وتتضح الصورة للقاريء من خلال فصول الرواية.
الكاتب حسين المحروس رجل العسل، هذا هو اسم زهران القاسمي، لا صفته!، وهذا نصّه المشغول كلّه ببشر لا يملّون البحث عن أنفسهم، ولا يتوقفون عن المشي فيها بذريعة البحث عن العسل الجبلي اللذيذ، يقتفون أثر النحل الفَطِن، يقابلونه بذكاء الإنسان الذي يزعم -في كلّ مرّة- أنّه تمكّن من هذا النحل، فراح يبحث فيه عنه بعيداً جداً على أثر طيرانه المستقيم، وهو قريب منه، في مسافة نيّة جائع.
ويضيف المحروس: رحلات كثيرة للبحث عن العسل الجبلي، عن النفس في وجودها النقي، في فطرتها الأولى، وعمّا تشبّه فيه أحدهما بالآخر. خرج ثلاثة أصدقاء: عزّان بن سعيد، عبد الله بن حمد، وناصر بن سالم الحطّاطي للبحث عنه في الجبال البعيدة. صلوا الفجر، شربوا قهوتهم، وقرروا المَشي. ولأنّ البحث عن النفس يستدعي الانفراد بها، بخوفها، بجوعها، بغضبها، بغارتها على نفسها، بذاكراتها في مواجهة صريحة، يفترق الثلاثة بقوة الطبيعة كائناتٍ ضئيلة أمامها؛ لتحقيق ذلك الانفراد الصريح: أنتَ وحدك. جوع العسل نصّ رائع، مكتوب بعسل نحل جبلي جائع. هكذا قرأته، أقصد: تذوقته.