كابول ـ عواصم ـ وكالات: طلب المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية الافغانية عبد الله عبد الله أمس وقف فرز الأصوات في الدورة الثانية من الاقتراع مشيرا الى حصول تزوير فيما بدأت القوات الأميركية في تفكيك آلياتها ومعسكراتها المنتشرة في أفغانستان تمهيدا للانسحاب التحالف الدولي نهاية العام الجاري.
وصرح عبد الله "نحن نعلق تعاوننا مع اللجنة (الانتخابية) وطلبنا من مراقبينا مغادرة مكاتبهم... ونطالب بالوقف الفوري لفرز الأصوات".
ويتهم معسكر عبد الله رئيس امانة سر اللجنة ضياء الحق امرخيل بارتكاب مخالفة عند نقل بطاقات اقتراع غير مستعملة خلال الدورة الثانية من الاقتراع الرئاسي السبت. وطلب عبد الله الذي حل في طليعة الدورة الاولى في الخامس من ابريل مع 45% من الاصوات بإقالة امرخيل من مهامه. وانتقد عبد الله مباشرة الرئيس المنتهية ولايته حميد قرضاي ومنافسه في الانتخابات اشرف غني.
وقال عبد الله "الكل يعلم ان قرضاي ومع الاسف ليس حياديا"، معتبرا ان صناديق الاقتراع تم حشوها عمدا عشية الدورة الثانية.
وعمليات فرز الاصوات ستستغرق اسابيع. ويتوقع صدور النتائج الاولى في الثاني من يوليو على ان تعلن اللجنة الانتخابية المستقلة اسم الرئيس الجديد في 22 يوليو اذا لم يتسبب النظر في الطعون في تأخير ذلك الموعد. وخاض المرشحان الدورة الثانية بعد تلك التي جرت في 5 ابريل ونال فيها عبد الله 45% من الاصوات وغني 31,5% من الاصوات.
وبينما ينتظر الافغان اعلان نتائج الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، يقوم جنود اميركيون في قاعدة متقدمة بالجنوب بتفكيك اكواخ خشبية وجمع العتاد وحزم امتعتهم. بعد حرب استمرت 13 عاما، تعود القوات الاميركية مع غالبية عتادها الى الولايات المتحدة قبل 31 ديسمبر.
من الثلاجات الى صناديق الذخائر يقوم الجنود الاميركيون الذين تتولى بلادهم قيادة قوات الحلف الاطلسي في افغانستان بفرز اكوام من العتاد ليقرروا ما الذين سيأخذونه منها معهم وما سيتركونه للافغان وما يجب التخلص منه.
وقال الميجور روب وولفيندن (37 عاما) الذي يساعد في الاشراف على الانسحاب من قاعدة باساب المتقدمة في ولاية قندهار (جنوب) "نحن لا ندمر المعدات ونتخلص منها فقط بل نحاول قدر المستطاع اعادة تدويرها لكن بعضها غير صالح فعلا للاستعمال".
وبينما كان وولفيندن يتكلم كانت الجرافات تزيح سواتر ترابية بينما يتفحص جنوده بدقة وتان اكوام العتاد وكانهم يبحثون عن كنز. وفي "منطقة الفرز" هناك صناديق مليئة بالخراطيم البلاستيكية واجهزة اللاسلكي العسكرية وعبوات حبر للطابعات ونقالات وشباك للتمويه ومولدات كهربائية وكتيبات عسكرية.
كما هناك مستوعب للاغراض الشخصية مثل المراوح الكهربائية والطابعات وسماعات اجهزة الاستريو التي ارسلها اقارب الجنود لتسهيل حياتهم بعيدا عن موطنهم.
وعند انسحاب القوات الاميركية العاجل والفوضوي من فيتنام قام الجنود بالقاء مروحيات من طراز "هوي" في البحر من على متن حاملات الطائرات. لكن الوضع مختلف هذه المرة. وقال اللفتنانت جو مانور من الفرقة 226 "نحن نحافظ حتى على البطاريات الصغيرة".
ومع تقلص قاعدة باساب يتسع تمركز قاعدة للجيش الافغاني حولها مع انتشار 1300 جندي فيها حتى الان. وفي ذروة المعارك كان عديد القوات الاميركية وقوات التحالف (ايساف) المنتشرة في مئات القواعد العسكرية في افغانستان يزيد عن 150 الف عنصر.
الا ان وجود هذه القوات يتضاءل يوما بعد يوم مع رحيل جنود العديد من دول التحالف عن افغانستان. وقال الكابتن لوك ريلا " لقد اعتادوا على المعارك والوضع هادئ جدا الان". وتعتبر وحدة ريلا من اخر الوحدات التي تقوم بدوريات مشتركة مع القوات الافغانية لحماية مهبط قندهار من هجمات صاروخية. وقال لوكالة الانباء الفرنسية خلال قيامه باحدى الدوريات "قد لا يبدو الامر مغريا، لكنه ضروري جدا".
واذا وقع الرئيس الافغاني المقبل اتفاق "الشراكة الاستراتيجية الامنية" مع واشنطن، سيظل 9800 جندي اميركي وبضعة الاف من عناصر قوات التحالف في افغانستان في مطلع 2015.
وبعدها بعامين، سينسحب الاميركيون بشكل تام. في هذه الاثناء، يتم الانسحاب بوتيرة اسرع وتم ارسال لواء اميركي بكامله للاشراف على العملية الضخمة. فقد تم اخراج قرابة 40 الف عربة تابعة لدول ايساف في العامين الماضيين، غالبيتها برا عبر باكستان ومنها الى السفن..
ومن المتوقع ان تقارب كلفة انسحاب القوات الاميركية وحدها ستة مليارات دولار. كما تم تسليم اكثر من 400 قاعدة عسكرية الى القوات الافغانية، الا ان الحكومة غير قادرة ماديا على ابقاء هذه القواعد على المستوى نفسه. وقلصت القوات الاجنبية من حجم القواعد لتسهيل الدفاع عنها وازالت معدات معالجة المياه والمولدات الكهربائية وغيرها من المعدات المكلفة. وسيتم التخلص من عدد كبير من العتاد لم تعد له فائدة سواء لايساف او للقوات الافغانية. وحتى عربات "ام راب" المدرعة الضخمة القادرة على مقاومة القنابل والتي باتت ترمز إلى الوجود الاميركي سيتم التخلص منها. وتم عرض هذه العربات على قوات التحالف لكن الاقبال عليها كان محدودا. وقرر الجيش الاميركي ان اعادتها مكلفة للغاية ولذلك سيبقي على عدد قليل فقط ويفكك البقية. ويقول قادة اميركيون عسكريون ان العربات لا تتفق مع الخطة الاستراتيجية العسكرية التي تفترض ان الولايات المتحدة لن تخوض في المستقبل القريب حربا طويلا كهذه ضد متمردين.