مسقط ـ الوطن
أقيمت مساء أمس الأول الأمسية الفنية "سحر الشرق" لعازف العود الفنان المتميز سالم المقرشي والتي تأتي ضمن أجندة وأعمال جمعية هواة العود الفنية لهذا العام، وذلك على مسرح متحف بيت الزبير بمسقط. هذه الأمسية التي حضرها عدد من المسئولين والدبلوماسيين من الدول الصديقة، إضافة إلى جمع غفير من محبي الفن والموسيقى بالسلطنة.
تضمن الحفل عددا من الفقرات الفنية من بينها كلمة الفنان فتحي محسن البلوشي مدير جمعية هواة العود والذي تحدث فيها بقوله: سحر الشرق أيقونة من أيقونات العروض الدائمة بإذن الله لجمعية هواة العود، التي نحتفل بها متنوعة في فقراتها بين العزف الموسيقي الآلي والأداء الغنائي وتمازج الآلات فيما بينها بهارمونية نغمية وميلودية لحنية موسيقية متماسكة ومعبرة عن ثراء الموسيقي وجمالها وتنوعها وجاذبيتها، وقد أوعزنا لأسرة جمعية هواة العود بأن تكون هذه الفعالية نشاطا دائما خلال السنة نقدم من خلاله خيرة العازفين والفنانين العمانيين والمقيمين أيضا. مشيرا البلوشي: بالإضافة إلى الفنانين من خارج السلطنة ليمتعونا بتجاربهم وإبداعاتهم وآخر ما توصلوا إليه من فكر ورسائل على شكل لوحات فنية تعبر عن مكنوناتهم وفضاءات موسيقاهم فالباب إذن مفتوح لهذا التنوع الثقافي في مجال الموسيقي لكل من سيشاركنا في هذه الفعالية، وحيث أني لا أريد أن أطيل عليكم الحديث فلندع النغم والإيقاع يتحدثان لنا عن قصة الأنامل التي داعبت تلك الألحان وتلك الأغاني وتلك المساحات الراقية في الموسيقي.
بعدها قدم الفنان سالم المقرشي مقطوعاته الفنية بمصاحبة عدد من الفنانين العمانيين، وهم طاهرة البلوشية مع آلة الكمان وأسعد اليحمدي مع آلة الجيتار ووهب الضنكي مع آلة القانون وإدريس البلوشي مع آلة الإيقاع وأحمد السيابي مع آلة الإيقاع ورائد الفارسي مع آلة البيانو، إضافة إلى مشاركة المطربة نوال زايد والكورال مع منصور اليحيائي ومعالي زايد.
ومن بين المقطوعات التي قدمت مقطوعة سماعي "راحة الأرواح" لممدوح الجبالي، ولونجا حجاز كار لسالم المقرشي، و"يا جارة الوادي" لمحمد عبد الوهاب، و"أرابيسك" لعمار الشريعي، و"قلبك صخر" لسليمة مراد، وأنا "قلبي اليك ميال" لمحمد الموجي، و"أعطني الناي" لنجيب حنكش، وأيضا مقطوعة "أناشدهم" لعوض الدوخي، و"يا مسافر وحدك" لمحمد عبد الوهاب، و"يا ناس يا أهل الهوى" لسالم علي سعيد، إضافة إلى تقديم موشحات قديمة من الموروث الأندلسي، وفي نهاية الأمسية قدمت مقطوعة "شو هالأيام" لزياد رحباني.
يذكر أن الفنان سالم المقرشي الفنان سالم المقرشي هو مثالا لما يمكن تحقيقه في المجال الموسيقي عندما تصقل الموهبة بالدراسة الجادة، حيث تعلق بالموسيقي عند دخوله المدرسة ورغم تعرفه على آلة الاكسلفون والأكورديون ضمن الآلات الموسيقية، وأبهرته آلة العود شكلاً وصوتاً وتعّرف على العود في سن العاشرة حيث وجد أخاه الأكبر يلعب هذه الآلة الشيقة ، فكان من السهل عليه الاقتراب منها ومحاولة العزف عليها وذلك بمحاولات ذاتية في هذا السن المبكرة .ومن سن الحادية عشرة بدأ سالم يعلق نفسه بطريقة السمع والتقليد وهي مدرسة تقليدية قديمة أخرجت لنا العديد من الموسيقيين العمالقة ، وبدأ سالم بسماع شرائط محمد عبد الوهاب وأغاني أم كلثوم وتكونت لديه حصيلة كبيرة من الموروث الموسيقي الأصيل، كما تعلم أصول الغناء العربي الأصيل من خلال القوالب الموسيقية العربية الأصيلة والتحق بدورة تدريبية لمدة عام في المعهد العالي للفنون بالقاهرة عام 2010الى 2011م درس من خلالها التدوين الموسيقي والقيادة الموسيقية.
وشارك المقرشي في الفعاليات التي نظمتها الجمعية على الصعيدين المحلي والدولي وقدم الكثير من العروض الفردية، كما شارك في بعض الحفلات بدار الأوبرا السلطانية مسقط كأول عماني يعزف في دارالأوبرا السلطانية كونشيرتو للفنان عمار الشريعي بمشاركة أوركسترا مقدونيا وشارك في مهرجانات الأغنية في مسقط ودبي ، وله أعمال كملحن أيضا في كثير من المهرجانات في عُمان والإمارات ومصر والأردن وله العديد من المشاركات الخارجية في معظم الدول العربية والولايات المتحدة الأميركية وكازاخستان كما حصل في عام 2005م على وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون من الدرجة الثانية.