ربما الكثير من المتابعين للنشاط الرياضي في السلطنة يتذكر تلك السنوات التي كان لنشاط رياضة كرة الطاولة اهتمام جيد والتي عرفناها من خلال الاستاذ ألطف الذي حاول أن ينشر لعبة الطاولة بين الأندية وكان لها حضور ومتابعة ربما كانت أكثر انتشاراً في محافظة مسقط وكان نادي السيب أحد الأندية المسيطرة على اللعبة من خلال كوكبة من اللاعبين الذين ينتمون لذلك النادي، وتطور الحال وأصبحت اللعبة متواجدة في المناشط الرمضانية قبل عدة سنوات، لكنها مؤخراً بدأت تتراجع ومع وجود اللجنة العمانية لكرة الطاولة وبالجهود التي بذلها الاستاذ عبدالله بامخالف وهذا ليس مدحاً في شخصه الكريم ولكنها الحقيقة لأنه بالفعل بدأت رياضة كرة الطاولة تعود إلى الظهور وتتطور في المستوى من خلال قاعدة اللاعبين الناشئين الذي حظوا بمعسكر خارجي في الصين والكل يعلم بأن شرق آسيا دائما مستحوذين على منافسات كرة الطاولة، ومثل تلك العناصر الناشئة لابد من زرع أساسيات وقيمة اللعبة في نفوسهم من خلال مشاهدتهم للاعبين من الدول الأخرى وخوض معترك الاعداد والتعب لتصل إلى قمة المستوى، وما أن بدأت بطولة كأس العرب التي توقعناها بأنها بطولة عادية رغم العدد الكبير من المشاركين ، إلا أن بشهادة الجميع بالفعل استطاعت لعبة كرة الطاولة أن تفرض نفسها بفضل ذلك التنظيم الأكثر من رائع ولم تترك اللجنة المنظمة شاردة ولا ورادة إلا وكانوا مستعدين لها، وبغض النظر عن النتائج التي تحققت إلا أن حصول السلطنة على الميدالية الفضية في فئة الزوجي هو بداية التحليق الأولي نحو تطوير هذه اللعبة في المرحلة المقبلة وما قدمته اللجنة خلال البطولة وقبل البطولة هي رسالة ليست فقط للجان بل حتى للاتحادات الأخرى بأن النجاح يتحقق إذا خلقت التعاون الصادق مع كل الجهات، وليس كما هو الحال العمل بمبدأ التهميش في بعض الاتحادات وكأن مواقع التواصل الاجتماعي هي همهم الأكبر وترك وسائل الاعلام الأخرى خلف ظهورهم وإذا أرادوا التسلق يعودون لكسب ود الاعلام مرة أخرى ، هنيئاً لنجاح بطولة كأس العرب وعقبال البطولات العالمية الأكبر مستقبلاً .

يونس المعشري
من أسرة تحرير الوطن
[email protected]