من هم العاملون في مجال العمل التطوعي؟ وهل هم بحاجة إلى مهارات مدروسة وفق مقررات ومناهج أم أنهم يحتاجون فقط لخبرة بسيطة في هذا المجال لا تتعدى عدة أشهر؟ وبعدها يتقنون التطوع من تجربة سابقة في مجال العمل التطوعي خلال فترة الدراسة بجامعة السطان قابوس اتضحت لي مجموعة من نقاط أود أن أنقلها لكم في هذا المقال حول أبرز ما عايشته في العمل التطوعي.
بداية التطوع مجال يستوعب الشباب ويستقطبهم من مختلف التخصصات سواء كانت الإنسانية أو العلمية ، أي أن مفهوم التطوع والعمل الإنساني لا يقتصر على فئة دون أخرى أو تخصصات محددة ، لذلك نجد طلبة من تخصصات أو كليات علمية قادة لجماعات وفرق تطوعية أهدافها إنسانية ثم إن اهتمامات الشباب في التطوع تختلف كل حسب ميوله من جهة وطموحة من جهة أخرى ، فللتطوع مجالات كثيرة يستطيع الشباب الانخراط بها رغم اختلاف تخصصاتهم العلمية.
ويشرع الشباب في العمل التطوعي لتحقيق أهداف خاصة بهم وأهداف تخدم المجتمع المحيط ، أما أهدافهم الخاصة فهي تطوير واكتساب مهارات جديدة وخبرات علمية وعملية من خلال المناشط الميدانية التي يقوم بها الفريق ، وفي نفس الوقت فإنه يخدم مجتمعه بشكل مباشر بتطويره وإعماره كهدف مجتمعي.
ويجب أن يتحلى المتطوع بعدد من الصفات لكي يستمر في عطائه ، أول هذه الصفات هي الصبر، والقدرة على ضبط أوقاته حيث يوجد توازن حقيقي بين حياته الشخصية ودراسته وأعماله التطوعية لكي يعطي كل مجال حقه في العمل ، وعلى المتطوع إدراك أنه سيبذل جهدا كبيرا في إسعاد الآخرين ومد يد العون دون مقابل وبلا أجر معين.
ويمكن القول : إن أبرز الفوائد والمهارات التي يجنيها من العمل التطوعي هي الوصول إلى ثقة أفراد المجتمع فيه واحترامه وتقديره كونه يقدم لهم خدمات إنسانية بكل إخلاص، وهنا يعزز المتطوع علاقاته الاجتماعية وينميها بين الأفراد ، وفي نفس الوقت يصبح المتطوع ذا مسؤولية عالية تجاه مجتمعه نظرا لاعتماد البعض على ما يقوم به تجاههم.
لذا فإن الفرد يكسب خبرة العمل التطوعي خلال فترة وجيزة ولكن رغم ذلك فإنه بحاجة إلى توجيه من الذين سبقوه وتحفيز كبير ليستمر في العمل والعطاء ، فإن التعامل مع من يحتاجون العون يتطلب مهارات حقيقية في كيفية تقديم المساعدة دون من أو أذى.
وتولي السلطنة اهتماما كبيرا بالعمل التطوعي وخصصت جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي لتشجيع الشباب على البذل في هذا المجال والتنافس الشريف لخدمة المجتمع في مختلف المجالات وأحدث الأساليب ، وبطبيعة الحال فإن الشباب العماني مولع بالتطوع والعمل الإنساني فتراه مبادرا في الحملات التطوعية والأعمال الخيرية دون انتظار الشكر والثناء.

عيسى بن سلاّم اليعقوبي
من أسرة تحرير الوطن
[email protected]