مقدمة:
واشنطن ــ عواصم ــ وكالات : أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استراتيجيته الجديدة في أفغانستان، حيث تحدث عن زيادة قريبة في عدد جنود الولايات المتحدة في أفغانستان، وذلك على الرغم من تعارض هذا التوجه مع وعوده الانتخابية، وحديثه سحب القوات الأميركية من القواعد الخارجية، وعدم تفعيل دورها فيما أسماه نشر الديمقراطية بالقوة.
ويتعارض التوجه الترامبي الجديد أيضا مع طموحات قاعدة الرئيس الأميركي السياسية، والانتخابية، حيث كان ينتظر هؤلاء أن يتوجه رئيسهم إلى إخراج الولايات المتحدة من الحرب التي يقدر أن كلفتها أكثر من 700 مليار دولار وراح ضحيتها أكثر من 2400 جندي أميركي، وهذا نظرا لما أبداه الرئيس ترامب منذ سنوات من معارضة لهذه الحرب.
لتكون واشنطن مجددا على موعد مع تعارض الطموحات الرئاسية مع خطوات الدولة العميقة الأميركية، حيث يعد ملف أفغانستان هو أحد الملفات الخلافية بين رؤية ترامب وشعاره (أميركا أولا)، وتوجه النظام الأميركي لحماية مصالحه خارج الحدود وقد ناقشت وكالات الأنباء(رويترز ودبا والفرنسية أمس استراتيجية ترامب الأفغانية:


رويترز: رغم الزيادة المتوقعة في القوات الأميركية..
لا نهاية في الأفق لحرب أفغانستان
رغم أن الرئيس دونالد ترامب فتح الباب أمام زيادة القوات الأميركية في أفغانستان فلم يقدم تفاصيل تذكر عن الكيفية التي سيعجل من خلالها إرسال المزيد من القوات بنهاية أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة.وقال بيل روجيو خبير حركات التمرد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وهي مركز أبحاث في واشنطن قبل الخطاب الذي ألقاه ترامب "لا يوجد علاج سريع لهذه المشكلة. ستظل الأمور تبدو قاتمة لبعض الوقت". قال ترامب في الخطاب الموجه للشعب عبر شاشات التلفزيون على مدى 30 دقيقة تقريبا إنه"سيوسع نطاق الصلاحيات" للقادة الأميركيين من أجل استهداف الشبكات المتطرفة التي "تزرع العنف والفوضى في مختلف أنحاء أفغانستان".وقال مسؤولون أميركيون إن ذلك يمهد السبيل لزيادة القوات الأميركية البالغ عددها 8400 جندي في أفغانستان ويوسع نطاق قواعد الاشتباك في إطار خطته لوضع نهاية للصراع المسلح الذي بدأ عام 2001. غير أنه امتنع عن تحديد عدد القوات الأميركية التي سيتم نشرها أو طول الفترة التي ستبقاها هناك. وأضاف "الظروف على الأرض لا الجداول الزمنية المتعسفة"هي التي سيتم الاسترشاد بها في تحديد مدة الدور العسكري الأميركي.
تناقضات
وتتناقض موافقته على نشر قوات أميركية دون تحديد سقف لذلك مع توقعات قاعدته السياسية بأنه سيُخرج الولايات المتحدة من الحرب التي يقدر أنها كلفتها أكثر من 700 مليار دولار وراح ضحيتها أكثر من 2400 جندي أميركي. لكن ترامب الذي ظل لسنوات ينتقد الحرب وجد نفسه مضطرا. فما تحققه طالبان من تقدم يثير شبح تكرار ما حدث عام 1996 عندما استولى متشددون على السلطة وأتاحوا لتنظيم القاعدة ملاذا خططوا فيه لهجمات 11سبتمبر عام 2001 في نيويورك وواشنطن. كذلك فإن الحكومة الأفغانية نكبت بخلافات عرقية وسياسية وبتفشي الفساد وتسيطر على أقل من 60 في المئة من افغانستان وكلها ظروف مماثلة للأوضاع التي مهدت لاستيلاء طالبان على السلطة عام 1996. وقال جيمس دوبينز الذي شغل منصب الممثل الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان خلال رئاسة باراك أوباما وأصبح الآن زميلا باحثا بمؤسسة راند "الاختيار بين الخسارة وعدم الخسارة. فالفوز في الواقع ليس خيارا مطروحا".وقال دوبينز إن "ترامب يمكن أن يخسر بسرعة بالانسحاب ويمكنه أن يخسر ببطء إذا تشبث برأيه" مضيفا أن ترامب "لا يمكن أن يخسر" بزيادة القوة الأميركية زيادة هامشية.والهدف الظاهر لاستراتيجية ترامب هو مساعدة قوات الأمن الأفغانية في إبطال ما حققته طالبان من مكاسب وخلق جمود عسكري يدفع قادة المتمردين في نهاية الأمر للموافقة على حل دبلوماسي للصراع.ومع ذلك أشار ترامب إلى أن دور الدبلوماسية سيتراجع ويفسح المجال للعمليات العسكرية وأضاف"يوما ما بعد جهد عسكري فعال ربما تصبح التسوية السياسية ممكنة بما يشمل عناصر من طالبان".
كسب الوقت
قال سكوت ووردن الخبير بالمعهد الأميركي للسلام إن إرسال المزيد من الجنود الأميركيين إلى أفغانستان قد "يكسب وقتا للحكومة الأفغانية لزيادة شرعيتها وكسب تأييد الأفغان وهو ما سيفيدها في التفاوض على إنهاء الصراع". غير أن ووردن قال قبل خطاب ترامب أيضا إن زيادة القوات الأميركية "وحدها لن تلحق الهزيمة بطالبان. فلا بد من اقتران الشق العسكري لهذه الاستراتيجية بالتركيز بدرجة مساوية إن لم تكن أكبر على إدارة الجوانب السياسية في أفغانستان والمنطقة". وقد جرب أوباما هذا النهج وفشل. فخلال رئاسته بلغ عدد القوات الأميركية في أفغانستان 100 ألف جندي وتم تخصيص قوة نيران جوية كبيرة وتنفيذ عشرات من الضربات بطائرات دون طيار لحساب المخابرات المركزية الأميركية على مخابئ المتطرفين في باكستان وإنفاق مليارات الدولارات من أجل الإعمار وبرامج نشر الديمقراطية. كما كرس أوباما جهدا دبلوماسيا هائلا لإنهاء الحرب وعين مبعوثا خاصة لتنسيق المفاوضات. غير أن ترامب ألغى هذا المنصب بل واقترحت الإدارة خفض ميزانية وزارة الخارجية بنحو30 في المئة وتركت عشرات المناصب العليا شاغرة. وأطلق أوباما سراح خمسة من قادة طالبان من سجن خليج جوانتانامو وسمح للمتمردين بفتح مكتب في الدوحة. وأفرجت حركة طالبان عن الجندي الأميركي بوي بيرجدال لكنها رفضت الدخول في محادثات. وأشار ترامب إلى نهج أميركي أكثر تشددا تجاه باكستان وشدد على أنها قد تكسب كثيرا من التعاون بشأن أفغانستان غير أن عليها أن تتوقف على الفور عن "إيواء" متشددين إسلاميين "يستهدفون" القوات الأميركية والمسؤولين الأميركيين.غير أنه لم يورد تفاصيل تذكر عن الكيفية التي يعتزم إقناع باكستان من خلالها بالتصرف على هذا النحو.
ومنذ مدة طويلة يتهم مسؤولون أميركيون باكستان بالتقاعس عن استهداف كبار قادة طالبان وشبكة حقاني المتحالفة معها وعن القضاء على المخابئ والدعم الذي يلقاه المتطرفون من عناصر في الجيش والمخابرات. وتنفي إسلام أباد تلك الاتهامات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفرنسية: استراتيجية ترامب في أفغانستان.. خطوط مستعادة
تفصح الاستراتيجية الأميركية الجديدة حيال أفغانستان وباكستان التي كشف عنها الرئيس دونالد ترامب عن قليل من التفاصيل وتستعيد في خطوطها العريضة السياسات السابقة، وفق ما يرى محللون. فتح ترامب الباب أمام ارسال جنود أميركيين إضافيين إلى أفغانستان مع تبني خط متشدد حيال باكستان المجاورة المتهمة بتوفير موئل للمتسببين "بالفوضى"، وتحدث عن احتمال قيام حوار بين كابول وطالبان.
في ما يلي ردود فعل الخبراء الأولى على خطاب الرئيس الأميركي وفق تصريحات أدلوا بها لوكالة الصحافة الفرنسية.
هل يمكن أن نقول إن الاستراتيجية الجديدة هي فعلا جديدة؟
ليس تماما. يقول البروفيسور جيمس در ديريان من مركز دراسات الأمن الدولي في جامعة سيدني "ربما يكون التناقض الرئيسي (في الخطاب) هو الزعم بأننا تعلمنا من الماضي في حين ليس بين الإجراءات والسياسات المعلنة ما لم تتم تجربته في الماضي".ويضيف أن ترامب "سيراهن بكل شيء على مكافحة الإرهاب في حين أن الحكومة الأفغانية بالكاد تسيطر على نصف أراضي البلاد".ويقول المختص في شؤون الدفاع الأفغانية فدا محمد إن خطاب ترامب كشف عن "خطة طوارىء (أكثر من) "استراتيجية طويلة المدى (...) إن الأمر لا يتعدى خطة مؤقتة لاحتواء الحرب والتقدم الذي أحرزته طالبان".
ما سيكون عليه رد طالبان؟
لن يكون جيدا. طالبان سترد وفق المراقبين بالعنف المتوقع ومن موقع قوة نسبيا. وكان رد فعلها الأول هو أنها توعدت "بمواصلة الجهاد" ضد القوات الأميركية.ويقول جويد أحمد الباحث حول جنوب آسيا في مجلس الأطلسي وفي كلية "وست بوينت" العسكرية إن "طالبان والحركات المتمردة الأخرى سترد على الأرجح بإعلان موجة جديدة من العنف في عموم البلاد".
ويضيف "قد يسعون إلى توجيه رسالة عبر شن هجوم ضخم في مركز مدني بهدف بث الرعب". ويوافقه غارث براتن البروفيسور في الجامعة الأسترالية الوطنية الراي بقوله إنه يتوقع أن تسعى طالبان لتأكيد سيطرتها الميدانية بشن هجمات جديدة.
ما سيكون تأثير الاستراتيجية الجديدة ميدانيا؟
أقر ترامب بأنه تراجع عن الانسحاب السريع لتفادي ترك فراغ "يستفيد منه "الارهابيون".ولكن البروفيسور جيمس در ديريان يقول إنه "لا يمكن سد الفراغ إلا بإرسال300 ألف جندي. هذه هي الحقيقة المرة في أفغانستان والعراق، وبؤر التمرد بشكل عام. لقد ثبت ذلك منذ حرب فيتنام".
ويضيف "سنشهد مقتل أعداد كبيرة من المدنيين من أجل تنفيذ هذه السياسة".ويلاحظ ديريان من جهة ثانية أن عدم تحديد عدد الجنود الإضافيين يمكن تفسيره على أنه "خيار استراتيجي"مثلما قال ترامب، وكذلك دلالة على خلافات بين المخططين الاستراتيجيين الأميركيين. وتعليقا على تأكيد مسؤول أميركي كبير أن ترامب أعطى الضوء الأخضر لنشر 3900 جندي إضافي كحد أقصى، يقول در ديريان إن المتمردين "يمكنهم مواجهة أربعة آلاف جندي إضافي. لقد صمد طالبان في مواجهة أعداد أكبر".ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة كابول أحمد سعدي إن "الحرب تزداد ضراوة، حركة طالبان تهدد ولايات جديدة كل يوم".ويضيف إن "باكستان وروسيا وإيران اكثر اعتراضا على سياسة الولايات المتحدة في أفغانستان". وعدا عن إرسال جنود إضافيين، من المهم الضغط على "كل الفاعلين سياسيا واقتصاديا، وحث الحكومة الأفغانية على بذل المزيد في مكافحة الفساد وإصلاح القوات المسلحة".
* هل سيكون للضغوط أثر على باكستان؟
لقد عاد ترامب لطرح مسألة شكلت لازمة دائمة تقريبا في واشنطن منذ ما بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001: على باكستان التوقف عن دعم المتطرفين. ونظرا لسهولة التسلل عبر حدودها، توفر باكستان ملاذا مثاليا لطالبان بعيدا عن مرمى الجيش الأفغاني الضعيف وحماته الأميركيين.
وعلى الرغم من أنها حليف في "الحرب على الإرهاب" غير أن باكستان متهمة بدعم التمرد لدى جارتها وذلك جزئيا لوقف امتداد نفوذ الهند في ما يعد من بقايا "الحرب الكبرى" في التنافس الامبريالي بين بريطانيا وروسيا في القرن التاسع عشر. ولم تنجح سنين من الضغوط الأميركية في تغيير سياسة باكستان ويقول الخبراء إن الكلام اللاذع الذي وجهه ترامب الحديث العهد بالسياسة سيذهب أدراج الرياح على الأرجح. ويقول مايكل كوجلمان من مركز ولسون الأميركي إن "عدوة باكستان هي الهند وهي تعد الهند تهديدا وجوديا لها وتعتقد بأن طالبان وشبكة حقاني تساعدان في التصدي لنفوذ الهند في افغانستان". ويضيف "مهما وجهت واشنطن من تهديدات وفرضت من عقوبات على باكستان فإنها لن تغير هذه المصالح الاستراتيجية الراسخة". ويتابع "كلما دعا رئيس أميركي الهند إلى زيادة حضورها في افغانستان (مثلما فعل ترامب الاثنين) فإنه يدق ناقوس الخطر في باكستان".


الألمانية: الاستراتيجية الأميركية الجديدة .. تعقب وقتل (الإرهابيين)
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استراتيجية أميركية جديدة إزاء أفغانستان ومنطقة جنوب آسيا، تبتعد قليلا عن نهج "بناء الدول" ، وتجعل الأولوية القصوى لها هي تعقب وقتل الإرهابيين.
وقال ترامب إن أهداف هذه الاستراتيجية تشمل"القضاء التام" على " تنظيم داعش"، و"سحق" القاعدة ومنع حركة طالبان من السيطرة على أفغانستان.
وتم إعلان الاستراتيجية الجديدة في الوقت الذي صعد فيه المسلحون بطالبان هجماتهم على مراكز المدن في أنحاء كثيرة من أفغانستان، وأيضا في الوقت الذي اقترب التدخل العسكري الأميركي في هذه الدولة من عامه الـ 17. وذكرت تقارير إخبارية نقلا عن مسؤولين بالكونجرس لم يتم الكشف عن أسمائهم وأطلعتهم الإدارة الأميركية على مجريات الأمور، أنه كان من المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي زيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان بنحو أربعة آلاف جندي، غير أن ترامب قال إنه لن "يتحدث عن أعداد القوات أو خطط حول مزيد من الأنشطة العسكرية". ويبلغ عدد القوات الأمريكية في أفغانستان نحو8500 جندي، يخوضون حربا دخلتها الولايات المتحدة في أعقاب الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 سبتمبر 2001.
وأقر ترامب بأن الأميركيين أرهقهم استمرار الحرب دون تحقيق النصر، وقال إنه يشاركهم في مشاعر الإحباط "إزاء سياسة خارجية أنفقت الكثير من الوقت والطاقة والمال وأهم من ذلك حياة الجنود، وهي تحاول إعادة بناء الدول لتصبح على صورتنا، بدلا من السعي لتحقيق مصالحنا الأمنية لتصبح فوق أي اعتبار آخر".وأعلن ترامب هذه الاستراتيجية من خلال خطاب متلفز للأمة، أمام تجمع القوات في موقع فورت ماير العسكري في أرلينجتون بولاية فرجينيا، عبر نهر بوتوماك بواشنطن. ويعد التحول بعيدا عن نهج يقوم على جداول زمنية لاتخاذ القرارات، إلى نهج يقوم على الظروف الواقعية على الأرض هو أحد أعمدة الاستراتيجية الجديدة. وأضاف ترامب "إنني قلت مرارا إن إعلان الولايات المتحدة مقدما عن المواعيد التي نعتزم بدء أو إنهاء خياراتنا العسكرية هو أمر له نتائجه العكسية".وأشار ترامب في خطابه إلى أن "الإدارة الدقيقة " للعمليات القتالية من واشنطن لا "تؤدي إلى الانتصار في المعارك"، وقال إنه لهذا السبب يعتزم توسيع سلطات القوات المسلحة الأميركية في استهداف الشبكات الإرهابية والإجرامية. وأكد ترامب أنه "يتعين على هؤلاء القتلة أن يعلموا أن ليس أمامهم مكان للاختباء فيه، وأنه لا يوجد مكان ينأى عن ذراع القوة الأميركية والأسلحة الأميركية". وكان ترامب قد أصدر أمرا لكبار الجنرالات الأميركيين بصياغة استراتيجية جديدة بعد وقت قصير من توليه الحكم في يناير الماضي، وناقش هذه الاستراتيجية يوم الجمعة الماضي خلال اجتماع مطول عقده في منتجع كامب ديفيد بولاية ميريلاند. ومن ناحية أخرى قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إنه وجه رئيس هيئة الأركان المشتركة بإجراء استعدادات لتنفيذ استراتيجية الرئيس. وأضاف ماتيس أنه سيواصل اتصالاته مع السكرتير العام لحلف الناتو وحلفاء الولايات المتحدة، وأن العديد من الدول "تعهدت أيضا بزيادة أعداد قواتها". وأوضح ترامب أن وجهة نظره السابقة حيال أفغانستان كانت تتمثل في سحب القوات الأميركية منها، غير أنه بعد أن تولى الحكم أدرك أن "القرارات تختلف كثيرا عندما تجلس على مقعد الرئاسة في المكتب البيضاوي".وأشار إلى أن الانسحاب المتعجل من أفغانستان سيعد تكرارا لانسحاب القوات الأميركية من العراق عام 2011، والذي وصفه بأنه ترك فراغا شغله الإرهابيون. وتعهد الرئيس الأميركي بأن تواصل الولايات المتحدة مساندة الحكومة الأفغانية "ما دمنا نرى تصميما وتقدما" في افغانستان. وتشمل الاستراتيجية الجديدة تغييرا في نهج الولايات المتحدة إزاء باكستان، التي قال ترامب إنه كان يوفر ملاذا آمنا للإرهابيين، وهو أمر لم تعد واشنطن تستطيع الصمت حياله. واستهل ترامب خطابه بعبارات تصالحية فيما يتعلق بالوحدة والتماسك المجتمعي، دون أن يتطرق للعاصفة التي هبت في أعقاب تصريحاته التي أحدثت انقسامات، بعد مظاهرات عناصر التيار اليميني التي تحولت إلى أعمال عنف في فيرجينيا في 12أغسطس الحالي. وقال ترامب إن الولايات المتحدة "لا يمكنها أن تستمر كقوة للسلام في العالم إذا لم نكن في سلام مع بعضنا البعض كمواطنين، وأضاف إنه عندما يفتح الأميركيون قلوبهم لحب الوطن "فلن يكون هناك مكان للتحيز، أو التعصب، ولن يكون ثمة تسامح مع الكراهية".