يعد التصوير الفوتوغرافي أحد أهم الهوايات التي رسم فيها الشباب العماني دروب التألق والنجاح، يتجسد ذلك في رفع اسم السلطنة عاليا في المحافل والمسابقات الدولية، تترجمه المشاركات والإنجازات التي تسحب تفوقهم الكبير في مجال بدأ محفوفا بالصعوبات وندرة التقنيات واصبح في المتناول لمن أراد ان يحفر باسمه علامة التميز.
هذا المجال الفني لم يكن مقتصرا على حضور الشباب، إنما برزت فيه عدد من الفتيات واصبحن ينافسن في عالم التصوير بكافة مجالاته، ومن المصورات العمانيات جوخة بنت أحمد الريامية طالبة بكلية الزهراء للبنات، تخصص تصميم الجرافيك قادها شغف العدسة لتأسيس جماعة تهتم بالتصوير في الكلية، حيث تجد عالم عدستها بين ملامح الوجوه وتعبيراتها في تصوير البورتريه ففي كل وجه قصة تخلدها الكاميرا لتروي أدق التفاصيل التي يجد فيها المصور وسيلة مختصرة للتعبير عن مكامن الحكاية، في السطور القادمة سنتعرف عن رحلة "الريامية" مع العدسة وكيف استطاعت أن تطور من مستواها.
حول البدايات تقول المصورة جوخة الريامية: بدأ تواصلي الفني مع زر الكاميرا منذ أن كنت بالمرحلة المتوسطة في المدرسة بالكاميرا المدمجة إلى أن تلقيت من والدي هدية عبارة عن كاميرا، ليبدأ مشواري الفعلي الذي طالما سعيت لأجله، حيث كانت أولى مشاركاتي في معرض مدرسي ولاقى التشجيع من قبل المشرفات لمواصلة السير نحو طريق التميز حيث وجدت بأن عالم التصوير ممتعا إلا انه محاط بالتحديات والصعوبات وهنا قلبتُ صفحة الالتقاط العابر إلى الدخول في عالم الاحتراف، حيث حرصت على المشاركة في العديد من الدورات التي تصقل مهارات المصور وتمده بدافع من أجل المواصلة في الخروج بأعمال مُرضية، كما كان للشبكة العنكبوتية دور في تطوير مهاراتي بما تحويه من مئات الدورات في مختلف المجالات.
عالم البورتريه
وعن ميولها في التصوير تقول الريامية إنها تجد عدستها تميل بشكل كبير لتصوير الوجوه ورصد تعبيراتها بالنسبة للأطفال أو كبار السن حيث تجد في وجوه الأطفال قمة البراءة أما في كبار السن فإن التفاصيل تروي حكايات السنين لتخلد هذه الملاح بداخل إطار تسعى من خلاله لتعريف المتابعين بأهمية هذا النوع من التصوير الذي يتطلب حسب تجاربها العديدة الدقة والإضاءة المناسبة واحضار الأدوات اللازمة التي تساهم في منع اهتزاز الصورة وإخراجها بشكل جميل يرضي المصور قبل ان ينال اعجاب المتابع ، وتؤكد الريامية بأن التغذية البصرية تلعب دورا هاما في توجية المصور المبتديء حيث تسهل له التعرف بوضوح لنقاط القوة والضعف والأخطاء الشائعة التي يقع فيها المصورين .
تقبل النقد
وعن أهمية النقد تقول المصورة الريامية : تقبل النقد من ذوي التجارب والخبرات في المجال هو أساس النجاح فالنقد الهادف يصحح المسار وكل مبتديء في مجال ما لا بد ان يقع في عدة أخطاء ومن تجربتي فقد عرضت اعمالي للمختصين الذين حققوا إنجازات عالمية وبدورهم قاموا بتوضيح الأخطاء ومع مرور الوقت عالجتها ، وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي الفضاء الواسع لإبراز اعمال المصور حيث تتيح له عرض نتاج العدسة بين حين وآخر كما يتمكن من خلالها التعرف على آراء المتابعين ومدى اعجابهم بالأعمال وتبادل الخبرات والتجارب والأفكار والرؤى مع المصورين والمصورات ومنذ أن انظمت لفريق ازكي للفنون البصرية وجدت أجواء تنافسية بين الأعضاء لبذل مزيدا من الجهود من اجل التميز في إلتقاط وإخراج الصور .
إنجازات وطموحات
الجدير بالذكر وعلى الرغم من الفترة الزمنية القصيرة إلا ان المصورة جوخة الريامية تجاوزت الحدود المحلية وحصلت على جائزة شرفية في مسابقة كأس المانيا للتصوير كما نالت جائزة أفضل فيلم قصير في مسابقة "عيدنا غير" ، وحازت على المركز الثاني في المسابقة التي نظمها فريق صدى ازكي الإعلامي والتي تختص في الجانب السياحي، وتمكنت من اجتياز 18 قبولا لأعمالها في مختلف المشاركات الدولية إضافة إلى المشاركة في المعارض التي تقام في السلطنة على مدار السنة ، أما عن طموحاتها تسعى للحصول على لقب الفياب وإحراز التقدم في المشاركات الدولية كما تطمح لتأسيس شركة مختصة في مجال التصوير ذي كفاءة عالية لإنتاج أعمال التصوير وتقديم حلقات العمل التدريبية ، وتقدم شكرها لأفراد عائلتها لوقفتهم الدائمة بجانبها وتحفيزها نحو مزيدا من العطاء .