مقديشو ــ د ب أ : تحقق الولايات المتحدة والصومال فى تقارير تفيد بأن 10 مدنيين قتلوا فى عملية مشتركة قامت بها القوات الأميركية وقوات الحكومة الصومالية فى بلدة كانت تسيطر عليها حركة الشباب الارهابية حتى وقت قريب. وقال علي نور محمد نائب محافظ منطقة شابيلي السفلى الواقعة جنوب الصومال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الهجوم الذي وقع في الساعات الأولى من صباح الجمعة، استهدف مزرعة على مشارف بلدة بريرى في المنطقة. وأضاف محمد "ما زلنا نشعر بالارتباك حول سبب قيام القوات الامريكية بهذا العمل الرهيب الذى قتل فيه ما لا يقل عن 10 مزارعين. لقد تم شن الغارة بدون علمنا". من جانبه، أكد عضو البرلمان مهاد صلاد وقوع الهجوم "على أيدي القوات الأمريكية" وذلك على موقع فيسبوك، قائلا إن طفلين كانا من بين القتلى. ومع ذلك، قام بعد ذلك بحذف هذه المشاركة التي نشرها عن الهجوم. وأكدت القيادة الأميركية في إفريقيا أن الجيش الصومالي كان يقوم بعملية في المنطقة مع قيام القوات الأمريكية "بدور داعم". وقالت في بيان "نحن نأخذ أي ادعاءات حول وقوع ضحايا مدنيين على محمل الجد، ونجري تقييما للوضع لتحديد الحقائق على الأرض". وصرح وزير الدفاع الصومالى عبد الرشيد عبد الله محمد لمحطة إذاعية حكومية إن القتلى كانوا مسلحين وقتلوا عندما حاولت القوات الصومالية نزع أسلاحتهم. وقال إن الحكومة تحقق في ما إذا كان القتلى مدنيين أم لا. وأضاف وزير الدفاع أن القوات الأميركية كانت تشارك في العملية ولكنها لم تكن مسؤولة عن سقوط القتلى. وأثيرت تقارير متضاربة حول العملية، حيث قال مسؤولون محليون في البداية إنها كانت غارة جوية إلا أنهم قالوا لاحقا إنه هجوم بري. وكانت قوات الاتحاد الأفريقي قد استعادت بلدة بريرى، التي تقع على مسافة 40 كيلومترا جنوب غرب العاصمة مقديشو، من حركة الشباب قبل ستة أيام فقط.
وتقع المنطقة في مركز عداء بين عشائر قوية ومسلحة جيدا.
وتشن الحركة، التابعة لتنظيم القاعدة في الصومال، هجمات منتظمة داخل الدولة المضطربة.
وفي وقت سابق، اكد مسؤولون صوماليون أن الجيش الصومالي قتل ثمانية مسلحين خلال عملية جرت ليلا، نافين بذلك تأكيدات لوجهاء صوماليين قالوا ان القتلى مدنيون وبينهم طفلان. واتهم وجهاء المنطقة القوات الصومالية التي واكبها مستشارون عسكريون اميركيون بقتل المدنيين التسعة في العمليات الليلية. وقال بيان اول للحكومة ان الجنود تعرضوا خلال قيامهم بدورية، لنيران ارهابيين، مؤكدا انه لم يقتل اي مدني. وفي بيان لاحق، تحدثت الحكومة عن قتلى مدنيين في ما قالت انه حادث منفصل ولم تنسبه لاحد.
وقالت وزارة الاعلام الصومالية في البيان الاول ان "الجيش الوطني الصومالي، وشركاءنا الدوليين شنوا عملية امنية فجر 25 اغسطس قرب بارييري في منطقة شبيلي السفلى". واضافت ان مسلحين من حركة الشباب بادروا الى اطلاق النار على الجنود ما ان حاول هؤلاء الدخول الى مزرعة قرب بارييري. ونقل البيان عن الجنرال شيغاو الذي عرف عنه على انه قائد السرية العشرين، قوله ان "الافراد الذين اطلقوا النار على الجيش الوطني الصومالي مقاتلون من (حركة) الشباب ، مؤكدا انهم "ليسوا قرويين". واكد البيان "ما من مدني اصيب او قتل في هذه العملية"، مشددا على ان "قواتنا الامنية عملت على تجنب التسبب بخسائر في صفوف المدنيين طوال نشاطاتنا". وقال احد الاعيان عبد العليم ان "القوات الاميركية وافراد من القوات الصومالية اعدموا تسعة مدنيين برصاص مسدس وكما ترون جميعهم مصابون بالرصاص". واضاف "كانوا يطلقون النار عشوائيا". واكد مسؤول امني محلي ابراهيم عثمان مقتل تسعة مدنيين لكنه لم يتمكن من معرفة الظروف التي سقطوا فيها.
وقال "كان هجوما مروعا". واضاف "هناك تسعة مدنيين قتلى بينهم طفلان، خارج مزرعة في بارييري. قتلوا الليلة الماضية لكنني لست متأكدا كيف حدث ذلك". وبعدما عرض الوجهاء الجثث، اوضحت السلطات الصومالية انه "، يبدو ان عمليتين امنيتين منفصلتين جرتا في المنطقة". لكنها اصرت على انه لم يقتل مدنيون في العملية ضد المقاتلين الشباب. وقالت بشأن جثث المدنيين انها تحقق في كيفية مقتلهم، موضحة انها "تدعو الشعب الصومالي الى تعاون كامل مع الحكومة في هذه القضية".
وينتشر عشرات من الجنود الاميركيين في الصومال لتقديم المشورة الى القوات المحلية.
وفي يونيو 2017، ساندت القوات الاميركية عبر ضربة جوية هجوما للقوات الصومالية الخاصة على مخيم تدريب للارهابيين يبعد حوالى 300 كلم جنوب مقديشو. وفي 2016، شنت طائرات اميركية من دون طيار نحو 15 ضربة طاولت الارهابيين بحسب منظمة بريطانية غير حكومية، اسفرت عن مقتل ما بين 223 و311 شخصا معظمهم من المسلحين. طردت حركة الشباب من مقديشو في أغسطس 2011، ثم خسرت القسم الأكبر من معاقلها، لكنها لازالت تسيطر على مناطق ريفية شاسعة تستخدمها لشن عمليات واعتداءات انتحارية غالبا ما تستهدف العاصمة او قواعد عسكرية، صومالية ام أجنبية.