[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
تحقق التحرير الثاني الذي تحدث عنه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وهو تنظيف الحدود اللبنانية السورية من كل دنس إرهابي عندما استسلم " داعش " امس، بعدما كان تحقق التحرير الأول بدحر إسرائيل من جنوب لبنان. فماذا يبقى من تحرير ثالث وربما بعده وبعده.
لاشك أن التاريخ يكتبه المنتصرون، هكذا قرأنا في الصفحات المكتوبة، لكنناعشنا ورأينا انتصارات على الارض، وكيف تصون الدماء الاوطان، وكيف تتغلب الشجاعة على الخوف، وكيف يكون تأثير النصر على الاجيال، ثقة واحساسا معنويا.
عندما يسقط المهزوم، تسقط معه افكاره، لايبقى منه سوى بصمات لئيمة زرعها اينما حل، فيما يظل الأمل ان يتم طرد فكرته نهائيا من قاموس كان قيد التداول، وما زال هنالك من يؤمن به .. تلك الشريحة الباقية على عهد انهار، لايمكن محوها بسرعة، وخصوصا عند الناشئة التي تعشعش فيها افكار الارهاب بكل اسف.
الذي سيتضح ان التمسك بالسلاح سوف يزداد، عند كل نصر هنالك حكمة مصدرها سوري تقول بان النصر فخ للمنتصر أن لم يحسن تدارك مابعده، ولهذا اعتبر أحد الكتاب الصهاينة أن إسرائيل سقطت يوم هزيمة العرب الكبرى في يونيه 1967 لأن مامن قائد عربي مد يده للتوقيع على الهزيمة، فيما كتب احد الكتاب الاتراك آنذاك ، ان مسمارا دق في نعش اسرائيل.
ثلاثة رابحين منتصرين في الجرود هم الجيش اللبناني والجيش العربي السوري وحزب الله ، ليس في هذه المعركة فقط ، بل في إعادة الواقعية وخصوصا من الجانب اللبناني الى بعض الداخل، الأمر الذي من شأنه ان يغير ولو نقلة لبنانية، وهو عبرها في المعركة حكما، للاستفادة من الآتي، وكل من لايرى الآتي فهو ليس سياسيا ولا يعي معنى الاستراتيجيات التي تحكم مرحلة.
بعد تحرير الجرود إذن ، سوريا ولبنانيا، تظهر علامات النصر المضافة على وقائع الميدان .. كم النصر احيانا يتحول الى عبء يجب المحافظة عليه .. في معركة الامة التي تخاض حاليا بقوى مسلحة لها لغتها الجديدة في القتال الذي لم يستوعبه الخصم والعدو، هنالك دائما مشهد غير مرئي يراه الخبراء الكبار والقادة الكبار، هو مرسوم في السراب لكنه ظاهر لهم ، نراه نحن بعيدا وقد لانراه وهم يرونه قريبا.
فهل تباشير النصر الجزئي التي تحصل بهذا المعنى، هي مقدمات في التحرير الاكبر يوم تعود فلسطين عروس الأمة، ويوم يفتح تحريرها الطريق الى تفاصيل مكتومة في الوجدان عند جيلنا على الاقل .. فلن يكون مقبولا ذلك المشهد العربي الذي نعيشه رغماعنا، يجدد ذاته ولا يتوقف، وكلما حاولنا مغالبته، تقوم الدنيا علينا وليس العرب فقط، المطلوب ان يظل الواقع العربي كما هو عليه الآن، فهو الطريقة المثلى لانتاج المزيد من الافكار التي تحتاج في كل مرة ومرحلة الى ملايين الشهداء من اجل شطبها.
تحررت الجرود، وتتحرر تلعفر، لكن السلاح لن يسكت، هنالك كثير من كلامه يجب ان يقال وان يظل مجال التفاهم الوحيد مع جملة الاعداء الذين هدموا بيوتنا وقتلوا اهلنا وشردوهم، وهم يتحدثون بلغات مختلفة من العبرية وجر ولن نذكر البقية لأن بينها مايفضحنا.
فمرحبا بالتحرير الثاني الذي هو محطة ومرحلة على طريق تصبح فيها فلسطين على بعد امتار .