[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
مامن مسؤول عربي في شتى المواقع، إلا ولديه علم بما عليه المنطقة من خطط حالية، وربما عند البعض من مستقبلية ايضا .. الكلام الذي سمعته من الناطق باسم حزب الله العراقي جعفر الحسيني يدلل على هذا، فهو يقول بان المشروع الاميركي للمنطقة بدأ ب " داعش " ، مما يعني ان هنالك مابعد هذا التنظيم، وربما مابعد بعده وحتى لزمن بعيد.
" داعش " اذن مخلوق اميركي، تم رسمه لهذه المرحلة، فما هو الآتي بعده .. الوعي بهذه القضية يجعل لدينا قابلية التحضير للمراحل المقبلة. اذكر اني ذهبت بعد ايام من حادثة 11 سبتمبر الشهيرة 2001 في الولايات المتحدة لزيارة احد السفراء العرب، فبادرني بقول مازلت اذكره، ان اميركا قررت نقل المعركة الى الشرق الاوسط مما يحد من وصول الارهاب الى اراضيها، وان لديها خططا جاهزة لهذه الغاية، هي ثمرة دراسات ومؤسسات ابحاث منذ عشرات السنين.
ولهذه الغاية حمل الاميركي عشرات الآلاف من جنوده الى افغانستان ثم الى العراق ، وحمل معها المعنى المقصود، وهو كما قلنا لا ارهاب على اراضيها بالمعنى المفتوح. خطة احتلال العراق لم تكن وليدة الساعة، لاشيء عند الاميركي ابن لحظته، بل اختمار طويل المدى الى ان تأتي لحظته. من هنا نفهم كلام الناطق باسم حزب الله العراقي، بل قراءتنا المبسطة لاحوال المنطقة، والتفاصيل التي مرت عليها وما سيمر ايضا.
الاهداف الاميركية من وراء خططها تلك، إشغال العالم العربي بنفسه، اختراع اعداء من لحمه ودمه ضده اولا، ثم اجتراح فوضى يصنعها هؤلاء ثانيا، ثم تخريب البنى الاقتصادية والعمرانية وتفتيت الحياة برمتها ثالثا، ثم والاهم، شطب اجيال عربية من الوصول الى اهدافها والتأثير على دورها في التعليم وبناء حياتها رابعا ..
واهم الاهم من كل هذا، نقطتان اساسيتان، امن اسرائيل، وبقاء الاستيلاء على النفط الى يوم نهايته ..
هي عملية تخريب كاملة، يسود بعد الظن عند البعض انه صديق للاميركي، في حين يقول كيسنجر قولته الشهيرة، ان صداقة اميركا مشكلة، وعداوتها كارثة، ونحن نضيف ، ان الاستسلام للاميركي بكامل شروطه سوف لايعني الهروب الى امام بحماية الذات، لأنه ، اي الاميركي، متربص تماما بكل صغيرة وكبيرة ويعرف عن العرب اكثر مايعرفون عن انفسهم.
من هنا نشأت حركات المقاومة للتدليل على صحة وسلامة الجسم العربي في مواجهة الاخطار المصيرية، فما رأيناه في العراق دليل على هذا الأمر، وكيف تمكنت المقاومة هناك من دحر الاميركي واخراجه ذليلا، كما حدث قبلها في فيتنام وفي كوريا، وفي لبنان .. اضافة الى الفهم العميق للقيادة السورية التي تستعد لمعارك فاصلة، ليس فقط مع مخلوق الاميركي الارهاب، بل مع الاميركي ذاته بشحمه ولحمه.
لن تخطيء امة قبل ان تندم ، اذا ماقررت قيادة صراع مهما كبر عمره من اجل سيادتها الوطنية والقومية. يفترض ان تكون سباقة في تحديد هذا الصراع وفي استشرافه ومن ثم في الاستعداد له بتأمين ضروراته، ومن ثم قيادة اكبر عملية ضده، لابد من الذهاب اليه قبل ان يداهمنا بخططه. لعله يحدث الآن في سورية على اقل تقدير.