روما ـ د.ب.أ : توفيت طفلة في الرابعة من عمرها متأثرة بإصابتها بالملاريا في إيطاليا، وذلك فيما يبدو أول حالة وفاة محلية بالمرض الذي ينقله البعوض منذ عقود، لإيطالي لم يسافر من قبل للخارج ليتعرض للعدوى هناك. وأكدت وزارة الصحة الإيطالية نبأ الوفاة، وقالت إن فريقا من الخبراء سيقوم بالتحقيق في أسباب حدوث هذه الحالة. وقال المجلس الطبي ببلدة ترينتو الكائنة بالشمال الإيطالي إن الطفلة التي نقلت إلى أحد مستشفيات بلدة ترينتو" لم تسافر إلى أية دولة تنتشر بها عدوى الملاريا، كما أن مصدر العدوى "لا يزال غير مؤكد". وقالت وزيرة الصحة الإيطالية بياتريتشى لورينزين للصحفيين "يبدو أن الطفلة ربما تكون قد أصيبت بالملاريا في المستشفى في ترينتو وهذه مسألة خطيرة للغاية. وتم نقل الطفلة ، التي دخلت في بادئ الأمر مستشفى فى ترينتو، يوم السبت الماضي بمروحية إلى عيادة مجهزة تجهيزا جيدا في بريشا، حيث كانت في حالة غيبوبة وتوفيت الاثنين، وذلك وفقا لما ذكره مستشفى بريشا. وتم بنجاح علاج طفلين من بوركينا فاسو، كانا قد أصيبا بالملاريا خلال رحلة إلى بلديهما ، في مستشفى ترينتو في نفس الوقت الذي تواجدت فيه الضحية، التي كانت تعالج من مرض السكري. وقال باولو بوردون رئيس هيئة الصحة في ترينتو في مقابلة مع قناة "سكاي تي جي 24" الإخبارية "هناك شك في وجود صلة" بين هذه الحالات رغم أن الطفلين اللذين كانا يعالجان من الملاريا يرقدان في غرفة مختلفة. ومن بين الاحتمالات أن مريضى الملاريا عادا من بوركينا فاسو وفي حقائبهما بعوضة حاملة للمرض وأدخلت عن غير قصد إلى المستشفى. وقد تم تطهير مباني المستشفى. ومن جانبه صرح جيامبيرو كاروسي الخبير في علم المناعة بجامعة بريشا الإيطالية لوكالة الأنباء الإيطالية "أنسا"، بأنه من المحتمل أن تكون بعوضة موجودة في إيطاليا قد لدغت حاملا لفيروس الملاريا ونقلته إلى الطفلة. وقال كاروسي"إن هذه حالة استثنائية. بينما قالت السلطات الصحية في ترينتو "إن الأعداد المتزايدة من المسافرين على الصعيد الدولي، وكذلك تدفقات المهاجرين من المناطق التي تستوطن فيها الملاريا" تسهم في نشر هذا المرض. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت عام 2016 خلو القارة الأوروبية من مرض الملاريا، غير أن المرض لا يزال يطل برأسه نتيجة عودة الأشخاص من المناطق الموجود بها المرض في الخارج، وسجلت إيطاليا مؤخرا حدوث 600 حالة إصابة بالملاريا سنويا. وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما نسبته 90% من حالات الإصابة بالملاريا، وما نسبته 92%من الوفيات من المرض تحدث في القارة الإفريقية. كما تقول هذه البيانات إنه لم تحدث حالة وفاة واحدة بسبب الملاريا في أوروبا منذ عام 2000 على الأقل.