برلين ــ عواصم ــ وكالات: حذرت الأمم المتحدة من فوضى التدخلات في النزاع الليبي، في الوقت الذي تعمل فيه المنظمة الدولية على تعزيز دورها مجددا في الأزمة الليبية. يأتي ذلك فيما تعتزم المنظمة الدولية إرسال قرابة 250 جنديا لحفظ السلام إلى العاصمة الليبية طرابلس لحماية قاعدتها هناك وذلك في إطار خطة لإعادة عملياتها إلى ليبيا.
وقال المبعوث الأممي الجديد الخاص بليبيا غسان سلامة في مقابلة مع صحيفة "فيلت"الألمانية إن مساعي الوساطة "تأتي من كافة الأطراف، منظمات ودول وغيرها". وأضاف سلامة: "الليبيون يصابون بالارتباك عندما يجدون أمام أعينهم ست أو سبع عمليات مختلفة.الكثير من الطهاة لن يساعدوا دائما في طهي طعام شهي". وأكد سلامة أنه رغم كافة النواقص فإن الأمم المتحدة هي الأفضل استعدادا للإيفاء بدورالوساطة مقارنة بدول ومنظمات أخرى، موضحا أن الأمم المتحدة توسع تواجدها في ليبيا "مع مراعاة الوضع الأمني"هناك، بغرض الاقتراب بأكبر قدر ممكن من المواطنين. وذكر سلامة أنه من المقرر أن يؤمّن نحو 250 جنديا أمميا مبنى الأمم المتحدة في ليبيا، وقال: "آمل أن نتمكن بعد ذلك من استئناف جزء جوهري من أنشطتنا في ليبيا بحلول مطلع أكتوبر المقبل. لم يكن من المقدور القيام بذلك منذ عام 2014".
ووصف سلامة ظروف مخيمات استقبال المهاجرين في ليبيا بأنها غير مقبولة، وقال: "الناس هناك بحاجة إلى إمدادات صحية كافية. النساء وكبار السن والأطفال بحاجة إلى حماية خاصة"، مشيرا إلى أنه تحدث عن هذا الأمر مؤخرا مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الهجرة الدولية. وعن الانتخابات التي يطمح رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج ومنافسه في شرق البلاد اللواء خليفة حفتر لإجرائها الربيع المقبل تحت وساطة فرنسية، قال سلامة: "هناك قوانين يتعين سنها". وأوضح سلامة أنه بالرغم من أن الانتخابات هي الطريق الديمقراطي للتعبير عن إرادة الشعب، يتعين أيضا أن تؤدي إلى تغيير حقيقي، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى قوانين لإقرار دستور وتنظيم أول انتخابات رئاسية في البلاد، وقال: "أرى أن هذا الأمر منسي في الجدال (حول ليبيا) في أوروبا".
من جهته، قال غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا إن المنظمة الدولية تعتزم إرسال قرابة 250 جنديا لحفظ السلام إلى العاصمة الليبية لحماية قاعدتها هناك وذلك في إطار خطة لإعادة عملياتها إلى البلاد.
وتسعى الأمم المتحدة، بدعم من الحكومات الغربية، إلى رأب الصدع بين الحكومتين المتنافستين في البلاد بغية معالجة العنف المسلح المتنامي وتهريب الناس من ساحل ليبيا الشمالي.وتتخذ البعثة من تونس مقرا لها منذ عام 2004 لكنها زادت تدريجيا من تواجدها الميداني في ليبيا وهي تخطط منذ أشهر للعودة بشكل كامل على نحو أكبر. وقال سلامة لصحيفة لاستامبا الإيطالية إنه "يمكن نشر ما يزيد قليلا عن 250(جنديا لحفظ السلام) في الأسابيع المقبلة". وقال جان بيير لا كروا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام في إفادة صحفية في جنيف إن من المرجح أن تضم الوحدة العسكرية حوالي 150 فردا. وقال سلامة، الذي يرأس البعثة الدولية إلى ليبيا منذ يونيو ، إن إرسال قوات حفظ السلام إلى تلك القاعدة في طرابلس "يعني أنه بحلول أول أكتوبر تقريبا سيكون بإمكاننا الاضطلاع بجزء كبير من عملنا في ليبيا".وتعهدت الحكومتان المتناحرتان بالعمل على إجراء انتخابات في البلاد في عام 2018 ووقف مشروط لإطلاق النار في الصراع الذي اندلع بعد الإطاحة بالزعيم معمر القذافي عام 2011. وقال سلامة إن هناك قضايا كثيرة يتعين علاجها لضمان أن تحقق الانتخابات سلاما دائما من بينها كتابة الدستور وسن القوانين الانتخابية. وقال "علينا أن نكون واثقين من قبول الجميع النتيجة النهائية ودعونا لا ننسى أن هذه الانتخابات الرئاسية ستكون الأولى على الإطلاق(في البلاد)".
على صعيد متصل، اعلنت السلطات الكونغولية تنظيم قمة حول الوضع في ليبيا اليوم السبت في برازافيل، يشارك فيها رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وممثل لخصمه المشير خليفة حفتر. وقال مصدر رسمي كونغولي لوكالة الأنباء الفرنسية "تستضيف برازافيل السبت التاسع من سبتمبر قمة حول الخروج من الازمة في ليبيا. دعونا رسميا المشير حفتر ورئيس الوزراء (السراج) ورئيس مجلس الدولة ورئيس البرلمان" الليبي. واكد احد مستشاري السراج مشاركته في القمة. من جهته "اعتذر" حفتر عن عدم المشاركة بحسب خليفة العبيدي احد المتحدثين باسمه الذي لم يقدم تفاصيل اضافية. لكن عقيلة صالح رئيس البرلمان الذي مقره في شرق ليبيا والذي يدعم حفتر وصل الى برازافيل للمشاركة في الاجتماع. واضاف المصدر الكونغولي "اؤكد ان رئيس البرلمان الليبي موجود في برازافيل منذ الاربعاء وان باقي المدعوين سيصلون لاحقا". وتابع "للكونغو اجندة وحيدة بالغة الوضوح تجاه ليبيا هي مصالحة الأشقاء الاعداء وجلب السلام لهذا البلد الافريقي الكبير". وسيكون هذا ثالث اجتماع ل "للجنة العليا للاتحاد الافريقي حول ليبيا".وكان آخر اجتماع للجنة نظم في برازافيل في يناير 2017.
ويرأس اللجنة الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو وهي مكونة من رؤساء خمس دول افريقية (جنوب افريقيا واثيوبيا وموريتانيا والكونغو والنيجر). وتعصف بليبيا نزاعات بين مجموعات مسلحة وسلطتان تتنازعان السلطة، حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا والمستقرة في طرابلس من جهة ومن جهة اخرى سلطة تبسط نفوذها في شرق ليبيا بدعم من المشير حفتر. وفي اجتماع بادرت اليه فرنسا بالمنطقة الباريسية نهاية يوليو الماضي، قبل السراج وحفتر بخارطة طريق نصت على وقف اطلاق نار واجراء انتخابات في 2018، لكنها لم يوقعا اي وثيقة في هذا الشأن.