أثناء عودتي بالطائرة قادما من جمهورية مصر العربية وهي التى استردت حيويتها وشبابها من جديد فالأمن فيها قد عاد والهدوء قد ساد ومصر أم الدنيا قد عادت أما للجميع من جديد.. كنت أفكر وأقلب صفحات دفتر أفكاري.. ما الذي حصل في خمسة أيام غبتها عن الوطن.. أيعقل ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي بغزارة وما نشرته الصحف بكثافة وما اصبح حديث المجالس الصباحية والمسائية بين اطياف الشعب.. فهل هو واقع فرض أم انه أضغاث أحلام.. أو انه من وحى خيال ما هذا الذي حدث ويا ويحي مما حدث ومما سيعقبه من أحداث إن استمر الوضع كما هو عليه ويا فرحة التجار المنعمين فهم من روضت القوانين لأجلهم... فهلموا لنكون كلنا تجارا إن كان الحال هو هكذا.
كيف يعقل أن تقلص صلاحيات أفضل مؤسسة حكومية بشهادة الشعب بأكلمه فهيئة حماية المستهلك رغم عمرها القصير حققت ما عجزت عن تحقيقه بعض الوزارات المعمرة.. ربما هو الحسد الذي فرق بين إخوة يوسف وجعل قابيل اول قاتل في التاريخ .. ولا عحب ما تبع ذاك القرار الذي اخذ على حين غفلة ربما ومن خلال دراسة أعدتها جهة ترعي التجار وتدللهم فكيف بالله عليكم يكون الخصم هو الحكم؟ لا تعليق!!! والان ماهي النتيجة؟!!... استهجان شعبي كبير على اغلب مواقع التواصل الاجتماعي ضد القرار الصادر بتقنين قائمة السلع التى تشرف الهيئة على مراقبتها وتحديد اسعارها بل واقتصارها على بعض المواد الغذائية.. والسؤال هنا لماذا تم تحديد السلع الغذائية فقط دون غيرها؟ فهل نحن باعتقادهم شعب ولد ليأكل؟ ولا يحق له الكلام ولا الحوار!! سؤال إجاباته عديدة ومغازيه كثيرة.
وفي اثناء صدور قرار الصدمة وهذا ما أسميته كانت الهيئة تشارك في تنظيم مؤتمر حماية المستهلك في الوطن العربي (تحديات ورؤي مستقبلية) مشاركة مع جهات مرموقة وجاء اختيارها لتنظيم المؤتمر العالمي والذي عقد بالقاهرة وبمشاركة عالمية من كافة دول العالم باعتبارها خارطة طريق ومعلما في حماية المستهلك لجميع الدول العربية والعالمية والاستفادة من خبراتها الكبيرة.. في المقابل وبدل من ان تحصل الهيئة على وسام لتميزها في كافة المحافل الاقليمية منها والعالمية إذ بها تفاجأ بعكس ذلك تماما.. تعطيل وتقليص وتهميش جهودها والتي نالت على اثرها ثقة الشعب وبدل من ان يعتبر ذلك انتصارا للحكومة لانها انشأت هذه الهيئة الفتية وما حققته من نجاحات في فترة وجيزة إذا بالأم تغار من نجاحات ابنتها وتستمع لمشورة من يهمهم مصلحتهم الشخصية لا مصلحة أبناء وطنهم ممن يعملون من اجله ويسعون من المفترض إلى رضاه.. بقى ان أشير لكم انني كنت ممن كان لهم الشرف بالمشاركة في المؤتمر وبصراحة ما لمسته من نجاح منقطع النظير بحق لنا أن نفخر به ونرفع رؤوسنا لهيئة كرمها البعيد وخذلها القريب.

ناصر بن سلطان العموري
[email protected]