الأهالي يطالبون بوجود أحواض مائية تمكن الزائر من السباحة بشكل آمن وحظر الدخول للموقع الذي تصب فيه الشلالات
قريات- من عبدالله بن سالم البطاشي
يُشكل حوض التهدئة خلف وسد وادي ضيقة في قرية المزارع بولاية قريات،مصدر جذب سياحي للقادمين لزيارة السد،للاستمتاع بمياهه النقية التي تتدفق إليه في موسم هطول الأمطار الغزيرة وجريان الأودية التي تصب في داخل السد التي تؤدي لفيضانه عدة أيام؛بالإضافة إلى المياه التي تتدفق من فتحاته الرئيسية،مُشكلةً منظراً جميلاً يستقطب السياح لزيارته،وتستهوي الكثير من محبي السباحة إلى النزول فيه بهدف المتعة والسباحة فيه بدون إدراك للنتائج المترتبة عليهم،وفي أغلب الأوقات التي تتدفق فيها شلالات المياه في حوض التهدئة تحدث حالات غرق تؤدي إلى الوفاة،ونظراً لحالات الغرق المتكررة التي شهدها حوض التهدئة التي راح ضحيتها العديد من الشباب عبر فترات متقاربة،زارت"الوطن"الموقع والتقت بالعديد من الشباب للتعرف على آرائهم حول أسباب حالات الغرق المتكررة ومقترحاتهم للحد من تكرارها .
في البداية،قال صالح بن محمد الحزامي:يُقدم موقع السد الفرصة للسائح كي يقوم بنشاطات مختلفة في الطبيعة،وذلك بسبب تنوّع جغرافية وطبيعته ومناخه،وتُشكل الجبال وغابات النخيل الدائمة الخضرة والكهوف وشلالات السد،والممرات الجبلية أبرز تضاريس الموقع،كذلك تؤوي البلاد تنوعًا في الحياة البرية وبشكل خاص الطيور منها وأصبح الموقع في السنوات الأخيرة مقصدًا لعشّاق الطبيعة الراغبين بالاستكشاف والتخييم وممارسة أشكال أخرى من السياحة البيئية،وأسباب الغرق ترجع إلى ثقافة الزوار لعدم فهمهم لخطورة شلال السد،فمنظر الشلال يحول الزائر إلى توهم بأنه سباح ماهر دون النظر إلى خطورة الشلال وحوض الماء الذي يصب فيه ماء الشلال،وكذلك عدم وجود مكان خاص لممارسة السباحة لعشاق السباحة،لذلك نقترح وجود لوائح تحذيرية تحذر من الاقتراب من موقع الشلال،وإقامة استراحات تُمكن الزائر من الاستمتاع بمنظر الشلال،وأيضاً تهيئة الموقع بأحواض مائية للسباحة فيها حتى يتمكن الزائر من ممارسة السباحة في مكان آمن بعيدا عن المخاطر.
أما شامس بن عدي البطاشي وراشد بن مبارك الغساني قالا:سد وادي ضيقة من أهم المشاريع المائية والسياحية على مستوى السلطنة؛بالإضافة إلى موقعه الفريد والمتميز من حيث وفرة المياه والجبال العالية والمناظر الخلابة لقرية المزارع،كما أن الخدمات السياحية المتواجدة بالموقع زادت من أهمية الموقع لزيارته من قبل السياح وتنشيط السياحة الداخلية والخارجية ،وأثناء هطول الأمطار وجريان الأودية يزداد منسوب المياه في السد مما يؤدي إلى فيضانه مُشكلاً لوحة رائعة الجمال بشلالاته الجميلة،فيقصده السياح للتنزه والاستمتاع بجمال المكان وروعه المنظر،ومن أهم اسباب حالات الغرق عدم أخذ الحيطة والحذر من قبل السياح وقربهم من البرك المائية وحوض التهدئة للسد مع عدم إلمامهم بالسباحة،كما أن ترك الأطفال بدون مراقبة تؤدي إلى حالات الغرق،كذلك قلة الوعي بين السياح،لأن بعضهم وبخاصة فئة الشباب يحبون أن يستعرضوا أنفسهم حتى يراهم الجميع بأن ما يفعلونه من السباحة أسفل الشلال هو نوع من البطولة والشجاعة وعدم الاكتراث لخطورة السباحة في ذلك الموقع،وهذا يؤدي إلى الغرق المحتم،وتتحول فرحة الأسرة بجمال وروعة المكان إلى أحزان وذكريات أليمه،ويجب تضافر جهود الجميع، للحد من ظاهرة تكرار الغرق لذلك نقترح زيادة اللوحات الإرشادية التي تُوجه السياح لعدم الاقتراب من الأماكن الخطرة؛بالإضافة إلى وجود لوحات توعية لأخذ الحيطة من الوقوع في المحذور،ونشر الكتيبات عن السد والأماكن السياحية به،وجعل الموقع الذي تصب فيه الشلالات موقع خطر يحظر دخوله،للحد من تكرار هذه المآسي.
وقال سعيد بن ناصر الصوطي وزاهر بن علي البوسعيدي : يجمع سد وادي ضيقة السياحي بين الطبيعة والحداثة،حيث يستقطب عددا كبيرا من الزوار المواطنين والوافدين خلال الأيام العادية وأيام العطلات خاصةً عند نزول الأودية والأمطار،وفيضان السد ونزول الشلالات تعطي جمالية أخرى للموقع ومنظرا رائعا يستمتع به السائح بالتقاط الصور والتنزه عبر القنوات المائية لقضاء أجمل الأوقات برفقة العائلة والأصدقاء والزملاء، وتكرار حالات الغرق في هذا الموقع فعلاً يرجع لعدة أسباب منها قلة وعي السائح بالأماكن الخطرة،وكذلك حب بعض الشباب للمغامرة وعدم المعرفة والتمكن من مهارة السباحة،ونطالب بزيادة نشرات التوعية المقروءة والمصورة،مع وضع سياج حول حوض التهيئة،وعدم الغفلة وترك الأطفال والمراهقين بدون متابعة.
ويرى يونس بن سالم الرواحي ومحمد بن سعيد البطاشي أن البحيرة التي تقع خلف السد من أبرز الأماكن التي تستهوي السياح خاصة عند فيضان السد،حيث يرسم الفيضان اللوحة الفنية والصورة الجمالية على مدرجات السد والتي تستحق المشاهدة والاستمتاع من قبل الزوار،وعند امتلاء البحيرة بالمياه وتدفق الشلالات يتشكل منظرً يبهج النفس ويدخل الارتياح للإنسان لروعة المنظر العجيب،وحالات الغرق التي تحدث في هذا الموقع تعود لأسباب مختلفة كاستهتار الشباب خاصة المراهقين منهم وطيشهم،والقفز العشوائي من أعلى السلم ودرجة ممكنة خاصة إذا ما علمنا أن هذه المدرجات تسبب الانزلاق وفقدان التوازن الذي يؤدي إلى الهلاك نتيجة الجريان الدائم للمياه،ونناشد بوضع لافتات توضح الخطورة الشديدة وتمنع بدورها السباحة داخل البحيرة،وأيضاً تفعيل دور الفرق والجماعات التطوعية الأهلية الموجودة في الولاية لتبصير السياح،لاسيما أيام الاجازات الرسمية والتي يتواجد بها أعداد كبيرة من هذه الأفواج السياحية،وتشكيل فريق إرشادي للإرشاد ونصح السياح بعدم اقترابهم من بحيرة الحوض.