[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
من حسنات تمدد " داعش " انها تستنفر النائم او الخالد في سبات أو غير المهتم .. من افرازات الارهاب صحوة الآخر، بل صحوة العالم .. عندما قال احد السياسيين اللبنانيين لرئيس عربي ان في سوريا ثورة يجب ان تؤيد، انتفض ذلك الرئيس ليقول له انه الارهاب وهو بات عاما وعلينا ان نقاتله جميعا.
ومن افرازات الارهاب انه يسيء الى مناخاته قبل ان يبدأ تجربته التي باتت معروفة: حرق وقتل وذبح وتصفيات بالجملة وقطع رؤوس، والتعدي على كرامات المقدسات، وتدمير الرموز التي كان آخرها نسف تمثال شاعر عربي كبير هو ابو تمام وتدمير ضريح شخصية تراثية عربية هو ابن الاثير.
يحمل الإرهاب مقتله في داخله، فيصبح وجوده مجرد وقت مهما زاد الداعمون له من جرعة البقاء. يحمل الارهاب بصمات الداعمين له اكثر مما يعبر عن ذاته، فهو لاذات له في ظل مناخ بلا دعم خارجي .. سنؤكد الف مرة ان كل تطوير له فيها ملامح سياسة وآخر جهز له المسرح وداعم يحركه من بعيد. انها لعبة ذات ابعاد متعددة، اليوم ظروفه مؤاتية، اما غدا فلا احد يدري كيف يباع ومن يشتري ومن ينهي، انه سوق بيع وشراء، و " داعش " اشبه بشركة ليس الا.
الجيش العراقي يعيد تركيب المشهد .. اعتقد انه ليس وحيدا في ادارة معركة كبيرة تخص العالم،ربما، اكثر مما تخصه. يكفي ان نعرف ماقاله الرئيس الروسي بوتين للمالكي، ومع كل اللاموقف الأميركي الذي علمته التجربة العراقية الحذر الشديد والنأي بالنفس الى حد الابتعاد عن مسرحه، فيظل اقرب الى الصراع ضد الارهاب .. اما العالم فيتحصن، وخصوصا عربيا، مصر تقرأ التجربة وتعرف ابعادها وتقر بمسؤوليتها القومية في درء الخطر، اما سوريا فهي متورطة في صراعها الدامي الى حد الثمالة، وبالتالي فكل رصاصة تطلق باتجاه الارهاب لها معنى ابعد من سوريا، الا يكفي ان تكون من فتحت باب التصدي له وتركيز الرئيس الاسد بان هذا الارهاب سيضرب من يلاعب به، ثم ان سوريا في هذا التوقيت ترى خيرا في صورة العالم الذي يبدي استعدادا لصرع هذا الارهاب، ومن محسنات الوضع، انه كلما تمدد ساهم في قتل ذاته .. وفي لبنان يضرب هذا الارهاب لنقرأ في الرد عليه ملامح بلد رئيسه منسي لكن ذاكرته مفتوحة لتصفية هذا الإرهاب.
الكل يتحصن، بل الكل يسعى لأن يجعل من بلاد الشام والعراق مقبرة لكل إرهابي.. انها ليست امنية، وقائعها تحكي، عالمها كامل التأهب، وفي ظروف دولية جاهزة للفعل، يصبح التحصين إشارة الى خوف معمم يصيب الجميع سواء كانوا عربا او مسلمين او غربيين.
لماذا حتى الآن لانجعل العالم برمته حصنا متماسكا بوجه هذا البربري القادم من رماد التاريخ وليس بيده سوى سكين وفأس وغبار على الوجه وطمع في خير الأمة .. أليست " داعش " شركة وهي مهتمة بالقتال للاستيلاء على بيجي بعدما صار لها حكاية الحصول على النفط في الاراضي السورية. تنعم مؤقت بخير أمة لن يبقى لها.