تظاهرات في شوارع كابول احتجاجا على (التزوير)
كابول ـ وكالات: اعلن مسؤولون مقتل ثلاثة عسكريين اميركيين الجمعة في انفجار قنبلة يدوية الصنع في ولاية هلمند جنوب افغانستان في دليل جديد على قدرات متمردي طالبان مع اقتراب انسحاب قوات التحالف من هذا البلد.
وقال حلف شمال الاطلسي في بيان ان "ثلاثة من افراد القوة الدولية للمساعدة على احلال الاستقرار في افغانستان (ايساف) وكلبا قتلوا في انفجار عبوة يدوية الصنع في جنوب افغانستان اليوم" الجمعة.
واكدت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان العسكريين الثلاثة هم اميركيون. وتستخدم الكلاب العسكرية في افغانستان للكشف عن المتفجرات على الرغم من استياء المدنيين الافغان من وجودها. ووقع الانفجار في منطقة ناد علي غير المستقرة في ولاية هلمند، حسب ما اعلن مسؤولون افغان. وقال عمر زواك المتحدث باسم حاكم ولاية هلمند لوكالة فرانس برس ان "القنبلة كانت مزروعة في دراجة نارية وقد انفجرت لدى مرور دورية لايساف". وتبنت حركة طالبان الهجوم في بيان ارسل الى وسائل الاعلام.. وفي ذروة المعارك كان عديد القوات الاميركية وقوات التحالف (ايساف) المنتشرة في مئات القواعد العسكرية في افغانستان يزيد على 150 الف عنصر. الا ان وجود هذه القوات يتضاءل يوما بعد يوم مع رحيل جنود العديد من دول التحالف عن افغانستان. ولا يزال قرابة 50 الف عنصر من قوات التحالف على الارض من بينهم 32 الف جندي اميركي سيرحل غالبيتهم بحلول نهاية العام. على صعيد اخر فجر انتحاري نفسه وقتل أحد المارة امس السبت في محاولة لاغتيال مستشار في مجلس السلام الأعلى الذي يسعى لتحقيق المصالحة مع مقاتلي حركة طالبان في أفغانستان. وقال مسؤولون في الشرطة إن محمد معصوم ستانيكزاي المستشار في المجلس لم يصب بأذى في الهجوم لكن عدة أشخاص آخرين أصيبوا. على صعيد اخر تظاهر اكثر من الف شخص امس السبت بهدوء في كابول احتجاجا على التزوير في الانتخابات الرئاسية الذي ندد به المرشح الذي فاز في الدورة الاولى عبد الله عبد الله. وسارت مواكب عدة في شوارع كابول حتى ظهر امس السبت، رافعين لافتات كتب عليها "سندافع عن اصواتنا حتى اخر قطرة من الدم". وتأتي هذه التظاهرات التي تجري تحت مراقبة مشددة من قوات الامن وسط ازمة سياسية حادة بعد دورة ثانية من الاقتراع الرئاسية اعتبرتها الاسرة الدولية ناجحة. وتشكل هذه الانتخابات حدثا اساسيا في تاريخ افغانستان بعد 12 عاما على تولي حامد قرضاي الحكم منذ اطاحة نظام طالبان في 2001. ومن المفترض ان تتم هذه العملية الانتقالية الى رئيس منتخب جديد بينما ستنهي قوات الحلف الاطلسي انسحابها من افغانستان بحلول نهاية 2014. وقد اعربت الاسرة الدولية عن قلقها مع تصاعد التوتر بين انصار المرشحين عبد الله عبد الله الذي حل في طليعة الدورة الاولى مع 45% من الاصوات في الخامس من /ابريل واشرف غني (31,6%). واكد مساعد قائد مهمة الامم المتحدة في افغانستان نيكولاس هايسوم امام صحافيين في كابول السبت ان "التعبير عن القلق حق ديموقراطي"، لكنه حذر من ان اي اندلاع للعنف "يمكن ان يؤدي الى فقدان الاستقرار". وصرح اثار حكيمي احد ابرز منظمي تظاهرات السبت لوكالة فرانس برس "نخشى ان يؤدي التزوير على هذا المستوى غير المسبوق الى فقدان ثقة الاسرة الدولية التي تكلفت مالا ودماء من اجل مساعدة افغانستان على النهوض". واوضح المطالب الثلاثة للمتظاهرين وهي استبعاد المسؤولين عن التزوير وتشكيل لجنة تدعمها الاسرة الدولية للتصدي لمشكلة التزوير وابطال الاصوات المزورة. واضاف ان المتظاهرين لا يعلنون ولاءهم لعبد الله لان الامر يتعلق بحركة "من اجل الديموقراطية وضد التزوير"، ويهدف الى حماية "ما تم تحقيقه في السنوات ال12 الماضية"، وهي مطالب شبيهة بما يدعو اليه عبد الله. وكان عبد الله اعلن هذا الاسبوع انه يقاطع اللجنة الانتخابية وانه سيرفض اي نتيجة تعلنها بسبب شكوكه حول حصول تزوير على حساب معسكره. واعتبر عبد لله ان مشاركة سبعة ملايين ناخب من اصل 13,5 مليون مدرجة اسماؤهم رقم كبير في الدور الثانية كما اعلنته اللجنة الانتخابية مما يحتم حصول تزوير على حد رايه. وندد معسكر عبد الله بتورط غني الذي يفترض انه المستفيد من حملة التزوير وايضا قرضاي المسؤول عن هذه العمليات، بحسب قولهم. الا ان عبد الله امتنع عن زيادة التوتر هذا الاسبوع مؤكدا انه يتوقع من مؤيده ان "يحترموا القوانين الافغانية والمصالح القومية". ورفض غني كل اتهامات منافسه معتبرا انها "لا تحترم" ناخبيه. من جانبه، اعرب قرضايفي اول تدخل له في العملية الانتخابية عن موافقته في بيان على وساطة للامم المتحدة اقترحها عبد الله لايجاد حل للازمة. وتعليقا على هذا الاقتراح، اعلن هايسوم امس السبت "نحن مستعدون لمساعدة (الافغان) للخروج من هذا المازق السياسي" بان نؤدي دور "جسر" بين المعسكرين.
وفي 2009 انسحب عبد الله من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية منددا باعمال تزوير مما اتاح فوز كرزي بحكم الامر الواقع. ومن المتوقع الاعلان عن النتائج الاولية في الثاني من يوليو على ان تعلن اللجنة الانتخابية اسم الفائز في 22 يوليو.