القاهرة ـ (رويترز) :
تهدي الشاعرة المصرية غادة نبيل ديوانها الجديد (هواء المنسيين) إلى طفل لن يعرفه القراء الذين سيكونون في صحبة ما يشبه كتابة حكايات وأساطير بشر مجهولين تعيد القصيدة رسم أحلامهم.
حتى حين يرد ذكر أحد الأعلام مثل طاغور في قصيدة (وردة طاغور) فإن السياق يميل إلى الحفاوة بشاعرة هندية غير معروفة اسمها مايتري ديفي وكان الشاعر الأشهر أقام في بيت لها واتخذه بيتا صيفيا ثم تحول إلى متحف وكانت "أرادت كشاعرة ـ أن تلهم الضيف العجوزـ قصيدة غير حزينة. أتت له بأطنان من الورق ـ كانت دونت عليه سابقا ـ أجور العمال والموظفين".
وينتصر الديوان للمنسيين من البشر ومنهم قابلة لا اسم لها ولكنها حظيت بقصيدة عنوانها (القابلة) تروي فيها عذاباتها وأفراحها الصغيرة فتقول بعض سطورها..
"مسني أسد قديم بالعجز ـ مرضت ـ ثم نهضت أداوي غربتي بألحان فارسية ـ تبهرني أحاديث الهرطقة ـ والرجال دون ربطات عنق ...
"أنا القابلة التي لم تقبل أي شيء ـ تحييني تعويضات الحرب ـ ووسامة العابرين ـ ألتقط عصاي كساحرات دلفي ـ لأضرب ليلا طويلا ـ كأطول أفعى ـوأبتسم بحياد."
وديوان (هواء المنسيين) الذي يقع في 103 صفحات متوسطة القطع هو الرابع في مسيرة الشاعرة وصدر عن دار شرقيات في القاهرة.
وتقول غادة نبيل في الإهداء "إلى الطفل الهندوسي شاندن الذي قابلته شابا في الهند والذي أصبح بعد الرابعة عشرة عبد الرازق فضل الله بمحض اختياره رغم كل المرات التي ضربه فيها أبوه ـ كما حكي لي ـ كي يستغفر مجمع الآلهة".
والهند حاضرة في كثير من القصائد ومنها (نظر السجين) المهداة إلى تاج محل وإلى شاه جهان وزوجته ممتاز محل التي من أجلها شيد زوجها الإمبراطور هذا الأثر المبني من المرمر الأبيض في القرن السابع عشر.
ولكن القصيدة لا تحتفي بشاه جهان الإمبراطور وإنما بالرجل الذي صار شيخا سجينا بعد أن حبسه ابنه أورانجزيب حتى الموت وكان الأب "في أماسي الحبس ـ كل ليلة ـ يستمع إلى خادمه ـ يقص عليه حكايات بطولاته الغابرة. جلس يدون ما كاد ينساه ـ ثم دخل في إغفاءة.
"في منامه ـ يطير فوق النهر الذي يجري بجوار قبر الحبيبة ـ يستنشق أزهار الرخام الملونة في الضريح ـ يحفظ ملامح كل من أتى وقرأ الفاتحة على روحها."