عودة القادري تلقي مزيدا من التوتر على مشهد سياسي مضطرب
إسلام آباد ـ وكالات: ذكرت تقارير إخبارية أن 73 فردا على الاقل من عناصر الشرطة الباكستانية أصيبوا أمس، في اشتباكات مع مؤيدي حزب "حركة عوامي" في إسلام آباد.
وبدأت الاشتباكات قبيل وصول عالم الدين المناهض للحكومة والمؤيد للجيش /طاهر القادري/ ، حيث رفض مغادرة طائرة في مطار بشرق باكستان بعدما رفضت السلطات التصريح لها بالهبوط في العاصمة إسلام اباد.
وقال طاهر القادري الباكستاني الكندي ، إنه عاد إلى باكستان لقيادة "ثورة شعبية" للاطاحة بحكومة رئيس الوزراء نواز شريف.
صرح مسؤولون في باكستان بأن الازمة انتهت بنزول عالم الدين من الطائرة التي كانت تقله وتوجهه إلى مقر إقامته في حراسة خاصة.
ووصل القادري على متن طائرة تابعة لـ"طيران الامارات" ولكن سلطات الملاحة الجوية حولت الطائرة إلى مدينة لاهور، لتعرقل بذلك خطته لقيادة مظاهرة.
ورفض القادري مغادرة الطائرة بعدما هبطت في مطار لاهور مطالبا بمرافقة عسكرية إلى مقر حزبه السياسي " الحركة الشعبية الباكستانية " في المدينة.
ورفضت الحكومة مطلبه.
وأفادت قناة "جيو" التليفزيونية الباكستانية بأن العديد من أفراد الشرطة في مناطق إسلام آباد وبنجاب وآزاد كشمير، أصيبوا في اشتباكات وقعت مع مؤيدي "حركة عوامي" في المناطق المتاخمة لمطار إسلام آباد.
وأصيب الكثير من أفراد الشرطة بكسور وإصابات شديدة في الرأس، حيث تم نقلهم فيما بعد إلى مستشفيات مختلفة.
وتم خروج أكثر من 20 فردا من عناصر الشرطة بعدما تلقوا الاسعافات الاولية، إلا أن الضباط الباقيين يتلقون العلاج حاليا.
ودخلت باكستان أمس في مأزق سياسي جديد مع عودة القادري بعد تظاهرات انصاره في مطار اسلام اباد.
وكان الوضع ملتبس بينما رفض القادري بعد وصوله الى لاهور (شرق) النزول من الطائرة مطالبا بحماية الجيش ومتحديا الحكومة التي يتهمها بقتل تسعة من انصاره الثلاثاء الماضي خلال اشتباكات مع الشرطة.
وبررت السلطات تحويل مسار الطائرة لاسباب امنية فيما اكدت الشرطة ان 70 من عناصرها اصيبوا بجروح صباحا في مطار اسلام اباد عبر صدهم المتظاهرين الموالين للقادري مستخدمين الغاز المسيل للدموع.
وعودة القادري تضع ضغوطا على اسلام اباد فيما الجيش يشن هجوما عسكريا على حركة طالبان والقاعدة في المنطقة القبلية في وزيرستان الشمالية ادى حتى الان الى نزوح اكثر من 300 الف شخص.
وعرف الزعيم المعارض محمد طاهر القادري لدى المراقبين الدوليين السنة الماضية بتجمعاته الحاشدة وبتنظيمه اعتصاما هائلا شل حركة العاصمة اسلام اباد لعدة ايام.
وندد حينها محمد طاهر القادري المقيم في كندا والتي يحمل جنسيتها ايضا، بقوة الفساد ودعا الى اصلاحات عاجلة قبل ان يرحل مع انصاره بدون الحصول على رد.
وقد اعلن منذ بضعة ايام قبل عودته الى باكستان انه سيطلق "ثورة سلمية" تهدف الى تخليص باكستان من الفقر والفساد واعمال العنف.
وحتى قبل وصوله كان التوتر شديدا بعد المواجهات الدامية التي جرت الثلاثاء الماضي في لاهور بين مناصريه والشرطة في مقر حزبه. وقتل تسعة من انصاره بحسب الحزب ومستشفى محلي.
وتحسبا لوصول القادري وتدفق انصاره، وضعت السلطات مطار اسلام اباد وضواحيه في حالة تأهب ونشرت جنودا في مداخل ومخارج المنطقة والطرق المؤدية.
لكن انصار القادري الذين وصلوا وهم يرددون هتافات "يحيى طاهر القادري" و"ثورة ثورة ثورة " ويحملون عصيا وحجارة، تمكنوا من عبور الحواجز. وقد قمعتهم الشرطة التي وجهتها مروحيات مراقبة، مستخدمة الغازات المسيلة للدموع.
وبعد ان افادت معلومات اولية ان طائرة القادري وصلت الى اسلام اباد اعلن ناطق باسم منظمة الطيران المدني الباكستاني لفرانس برس ان رحلة شركة الامارات الجوية من لندن الى اسلام اباد قد حولت الى لاهور "لضمان امن الطائرة".
لكن القادري رفض النزول من الطائرة بعد هبوطها في لاهور.
وقال القادري لقناة اكسبرس تي في المحلية ان "الحكومة تتعاون مع ارهابيين وقتلة متنكرين في زي شرطيين ينتظروننا خارج الطائرة"، مؤكدا ان "وضعي بسيط جدا: اريد ان يحميني الجيش الباكستاني وحينها انا مستعد للذهاب الى اي مكان".
ويحظى محمد طاهر القادري بسمعة كبيرة في باكستان والعالم بفضل محاضراته بما فيها في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.
ويتراس القادري حركة منهاج القران الصوفية التي تحارب التطرف الديني في عشرات المراكز المنتشرة في بريطانيا.