مشاهد من المرح والتسلية والهروب والتشويق

القاهرة – من إيهاب حمدي:
قليل من مخرجي هوليود هم الذين برعوا في افلام السرقة، أحدهم بلا شك هو ستيفن سودربيرج صاحب أفلام Ocean’s 11, 12, 13 ، الأشهر على الاطلاق في عالم أفلام السرقة و الجريمة و هي الثلاثة الرائعة التي الهمت الكثير حول العالم لتقليدها.
سودربيرج هنا يقدم لنا وجبة جديدة من أفلام السرقة المسلية والمدهشة، والتي لا تخلوا من اسقاط او كشف لتشوهات المجتمع الأمريكي الذي يرزح تحت الرأسمالية المقيتة.
فيلم " Logan Lucky" او "لوجان المحظوظ " يدق ناقوس الخطر للمجتمع الأميركي تجاه اولاً الطبقة العاملة الفقيرة، وثانياً تجاه ما خلفته الحرب الأميركية بالعراق من الالف الاعاقات الجسدية للجنود العائدين والمتواجدين حاليا في المجتمع الأميركي.
شقيقان معاقان
جيمي لوجان " تشانينج تاتوم " شاب في الثلاثينيات من عمره مطلق ويعاني من إصابة في القدم جعلته أعرج، يتم تسريحه من عمله في ورشة بناء بسبب إعاقته تلك، بعد ان يخبره رب العمل ان أحد الملاك شاهده يعرج ورفض ان يستمر أعرج في قيادة شاحنة في الشركة.
جيمي يريد أن يجمع ما يكفي من المال حتى يستطيع الانفاق وسد حاجات ابنته سادي (فرح ماكنزي) من مطلقته التي تتكفل بحضانتها بحكم قضائي.
هو لا يرغب في السرقة والاجرام، بل كان يطمح الى الانضمام إلى الرابطة الوطنية لكرة القدم، لكن الإصابة منعته من ذلك ومن الحصول على الوظيفة التي يريدها، فلا المجتمع قدر اصابته وتعاطف معه ولا الحكومة اتاحت له فرصة طيبة للعيش بإصابته، أضف الى ذلك طليقته التي تبتزه وتعايره بفقره وتصعب عليه الاندماج من طفله في جلسات الرؤية القانونية الأسبوعية.
أما شقيق جيمي، فهو كلايد (آدم درايفر)، شاب أيضا مصاب بإعاقة جسدية أيضاً حيث يضع يداً اصطناعية مكان تلك التي فقدها في حرب العراق ، وللأسف هي يداً بلاستيكية رخيصة مما يشى بإهمال من الحكومة الفيدرالية الأميركية تجاه ، أيضا هذا الإهمال تجاهه دفعه للعمل كـ بارمان في حانة حيث يخلط المشروبات بيد واحدة ، الامر الذي يثير تهكم البعض ، لا تعاطفهم اكثرهم .
بعد فصل لوجان من عمله يتجه الى بار شقيقه كلايد ليجد هناك شخصان يستفزان شقيقه ويسخران من يده الواحدة التي يخلط بها المشروبات فيدخل في نزال معهما ويضربهما ثم يخرج مع شقيقه ليحرق سيارتهما الفارهة الواقفة امام البار.
وبذلك يصبح الإثنان عاطلان يبحثان عن عمل ، وما يزيد الامر تعقيداً هو اعاقتهما التي تحجب عنهما الكثير من الاعمال.

خطة للسرقة
يخطط لوجان لسرقة متحصلات رهانات سباق ناسكار الذي يقام بولاية (كارولينا الشمالية) في الولايات المتحدة اﻷميركية، وفي سبيل ذلك يقرر لوجان الاستعانة بـ "جو بانج" او "دانيال كريج". صاحب أفلام جيمس بوند للمساعدة في احداث تفجير بسيط لا يلفت الانتباه.
لكن هناك مشكلة وهي أن خبير التفجيرات جو بانج مسجون على ذمة قضية سرقة فيقرر لوجان ان يحل هذه المعضلة ويذهب الى السجن مع شقيقه ويقابل جو بانج ويقنعه بالاشتراك في السرقة ويخبره انه سيخرجه من السجن ثم يعيده بعد إتمام عملية السرقة، وهو الامر الذي يستغربه جو بانج لكنه في الأخير يوافق على الخطة.
كانت تقضى الخطة على اشراك شقيقتهما معهما وهى ميلي (رايلي كيو) واثنين اخرين تابعين لـجو بانج في عملية سرقة قبو مليء بالأموال النقدية تحت مسار السباق عن طريق فتح شق به ثم شفط النقود من الانابيب التي تنزل منها من أماكن دفع المراهنات في السباق.
يقرر لوجان اولاً او تكون السرقة اثناء السباق وهو نفس يوم حفل لبنته مدعو هو فيه ، كما يقرر ان يدخل شقيقه كلايد السجن الى جو بانج ليساعده على الهرب والعودة ، حيث دخل في قضية اتلاف سيارة حكوم عليه بتسعين يوما فيها ، وفى السجن يتفق جو بانج مع المساجين لعمل تمرد لمدة يوم واحد فقط وبسببه تمكن من الهروب و العودة مرة أخرى اثناء استمرار التمرد دون ان يدرى احد بانه خرج او عاد مرة أخرى .

سرقة مكتملة الاركان
تمت عملية السرقة بالتصور الذي كان معداً لها الا ان نقطة ما لم تكن على البال حيث تعرف عليهم الرجل الذى ضربه لوجان وشقيقه في البار قبل ذلك تعرف عليهم دخل انفاق السباق و اشتبك معهم واوسعوه مرة أخرى ضرباً.
صارت الخطة كما رسم لها واستحوذوا على الأموال لكننا نتفاجأ ان الشرطة قد قبضت على سيارة في بنزينة بها الأموال المسروقة الا البعض منها.
لوجان هنا استغل تهرب أصحاب السباق من الضرائب وعدم اعلانهم صراحة على المبالغ المسروقة حيث ترك بعض منها في سيارة في بنزينه وبلغ عنها ليخبر أصحاب السباق ان الأموال عادت خوفا من كشف ايراداتهم الحقيقية كما انهم في الأصل لهم تعويض من شركات التأمين سيقبضونه.
ثم تمر ثلاثة اشهر وكال من شارك في الخطة يعتقد ان الأموال عادت للشرطة الى ان يتأكد لوجان ان القضية اغلقتها المباحث الفيدرالية ليظهر ويعطى كل من شارك في إنجاح الخطة بقصد او غير قصد حقه من الأموال المسروقة
فيلم " Logan Lucky" او "لوجان المحظوظ " من اخراج " ستيفن سودربيرج " وكتبت السيناريو له " ريبيكا بلنت " وهو يندرج تحت نوعية أفلام الجريمة و الدرما و الكوميديا، مدته (118) دقيقة ، وقد حصل على تقييم (7.4) على موقع imdb.com