بغداد ـ (الوطن) ـ وكالات:
عرضت السلطات العراقية على أميركا منح مستشاريها العسكريين ضمانات قانونية فيما أعلنت القوات الحكومية عن استعادتها معبرا مع سوريا فيما سيطرت عشائر عراقية على معبر آخر مع الأردن.
وقال البيت الأبيض إن العراق عرض تقديم ضمانات قانونية لحماية المستشارين العسكريين الأميركيين الذين أرسلتهم واشنطن إلى العراق لمساعدة القوات العراقية في مواجهة المسلحين الذين سيطروا على أجزاء من العراق.
وأضاف البيت الأبيض أن العراقيين قدموا تلك الضمانات في رسالة دبلوماسية إلى واشنطن.
وكان اخفاق البرلمان العراقي في المصادقة على اتفاق يتعلق بوضع القوات الأميركية في العراق، أدى إلى انسحاب جميع القوات الأميركية من العراق بنهاية 2011.
وصرح جوش ارنست المتحدث باسم البيت الأبيض بأن "القائد الأعلى لم يكن ليتخذ قرارا يمكن أن يلحق الأذى برجالنا ونسائنا دون الحصول على بعض الضمانات الضرورية". وأضاف "نستطيع أن نؤكد أن العراق قدم ضمانات مقبولة بشأن مسألة حماية هؤلاء الأفراد من خلال رسالة دبلوماسية".
وقال أرنست إن الوضع الحالي يختلف عن الوضع الذي كان سائدا في نهاية 2011، ما يجعل التطمينات العراقية الأقل رسمية بتوفير الحماية القانونية مقبولة.
وأوضح "نحن نتعامل مع وضع طارئ .. وهناك ضرورة ملحة تقضي بأن يتمكن هؤلاء المستشارون من القيام بعملهم على الأرض في العراق".
وفي السياق تعهد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بغداد بأن تقدم بلاده دعما "مكثفا ومستمرا" للعراق في مواجهة "التهديد الوجودي" الذي يمثله هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، داعيا قادة البلاد إلى الوحدة حتى يصبح هذا الدعم "فعالا".
في هذا الوقت، واصل المسلحون الذين ينتمون الى هذا التنظيم والى تنظيمات اخرى تقدمهم في غرب العراق وسط تراجع القوات الحكومية حيث سيطروا على مناطق جديدة ليحافظوا بذلك على زخم هجومهم الكاسح المتواصل منذ أسبوعين.
وحقق المسلحون مكاسب جديدة على الأرض في غرب العراق حيث سيطروا على مدينة الرطبة (380 كلم غرب بغداد) التي تبعد نحو 150 كلم عن معبر الوليد الرسمي مع سوريا اثر انسحاب القوات الحكومية منها، وفقا لمسؤول محلي في المدينة.
لكن القوات العراقية عادت وأعلنت سيطرتها على المعبر بعد انسحاب المسلحين منه.
من ناحية أخرى قالت مصادر مخابرات عراقية وأردنية إن رجال عشائر عراقية سيطروا على معبر حدودي بين العراق والأردن الليلة قبل الماضية بعد انسحاب الجيش العراقي من المنطقة عقب اشتباكات مع متشددين مسلحين.
ولم يتضح على الفور أن كان استيلاء رجال العشائر على معبر طريبيل يأتي في إطار تقدم أوسع نطاقا لمتشددين سنة بقيادة الدولة الإسلامية في العراق والشام. ومعبر طريبيل هو المعبر الرسمي الوحيد بين العراق والأردن.
ورأى شهود عيان عشرات العربات المدرعة وبضع دبابات على الطريق السريع المؤدي إلى المعبر الحدودي العراقي. وقال مسؤول أردني إن هذه تعزيزات "أرسلت في الساعات الأربع والعشرين الماضية بالنظر إلى أحدث التطورات."