بيشاور (باكستان) ـ وكالات: اعتقلت الشرطة الباكستانية أمس مئات الاشخاص بعدما اطلق مجهولون النار على طائرة ركاب اثناء هبوطها في مطار بيشاور (شمال غرب)، فيما قصفت مقاتلات الجيش مواقع لطالبان في اطار الهجوم ضد هذه الحركة.
واسفر الهجوم في مطار بيشاور عن مقتل امراة واصابة اثنين من افراد الطاقم، ما من شانه ان يثير التساؤلات حول سلامة الطيران في باكستان.
وكانت الطائرة التابعة "للخطوط الدولية الباكستانية" والاتية من الرياض في مرحلة الاقتراب من مدرج المطار وعلى متنها 170 شخصا عندما اصيبت بثماني طلقات نارية قريب منتصف الليل، بحسب متحدث باسم الشركة مشهود تاجوار.
وقال تاجوار ان الطائرة كانت على علو بين 60 ومئة متر حين تعرضت لاطلاق النار الذي حصل من خارج المطار، واسفر عن "اصابة راكبة واثنين من افراد الطاقم بجروح، وتوفيت الراكبة (متاثرة بجروحها) في وقت لاحق في المستشفى".
واشار الى ان سبب اطلاق النار ليس واضحا كما ان شركة الطيران لم تتلق اي تهديدات.
وبدوره، قال نجيب الرحمن وهو مسؤول كبير في الشرطة لوكالة فرانس برس انه تم تفادي وقوع كارثة بفضل "قائد الطائرة الذي تمكن من الهبوط من دون مشاكل".
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، الا ان السلطات تشتبه في متمردي حركة طالبان الذين هددوا بالرد على اطلاق عملية عسكرية قبل عشرة ايام على معقلهم في ولاية شمال وزيرستان القبلية.
وردا على الحادث علقت شركة طيران الامارات رحلاتها الى بيشاور. وجاء في بيان للشركة انها "علقت رحلاتها الى ومن بيشاور ابتداء من 25 يونيو 2014 حتى اشعار آخر بسبب الوضع الامني".
كذلك غيرت كل من شركة آرابيا والاتحاد وجهات رحلاتهما الى اسلام آباد.
واطلقت الشرطة الباكستانية عمليات بحث في بيشاور واعتقلت "اكثر من 200 مشتبه بهم"، وفق الرحمن، الذي اضاف ان "قوات الكوماندوس في الشرطة والكلاب البوليسية تشارك في العملية المستمرة حتى الآن".
وعادة ما تحصل عمليات اعتقال جماعية بعد هجمات كبيرة في باكستان، ولكن غالبا ما يطلق سراح الغالبية سريعا.
وياتي الهجوم الاخير بعد اسبوعين على هجوم دموي في مطار كراتشي الدولي (جنوب) ما اسفر عن سقوط مئات القتلى وزعزع اكثر عملية السلام غير المثمرة بين الحكومة الباكستانية وحركة طالبان باكستان.
الى ذلك اعلنت ناقلة الطائرات كاثاي باسيفيك من هونغ كونغ تعليق رحلاتها الى باكستان ابتداء من نهاية يونيو خاصة بعد تهديد حركة طالبان الرحلات الجوية الاجنبية.
ويوم الاثنين غيرت السلطات الباكستانية مسار طائرة تابعة لشركة طيران الامارات كانت تنقل على متنها رجل ديني معارض ومؤيديه الى العاصمة حيث كانوا يعتزمون المشاركة في تظاهرة ضد الحكومة، ما اثار الكثير من التساؤلات حول الوضع الامني.
واستهدفت الطائرات العسكرية الباكستانية الاربعاء مواقع لمتمردين في ولاية شمال وزيرستان القبلية والحدودية مع افغانستان في اليوم الـ11 من الحملة التي اطلقها الجيش ضد الحركة بعد الهجوم على مطار كراتشي.
واسفرت الغارات الاخيرة في مناطق خوشالي خل وتوري خل وخيصور عن مقتل 15 مقاتلا واصابة سبعة، وفق مصادر امنية عدة.
وبحسب الجيش فان الحملة التي يستخدم فيها الطائرات والمدفعيات والدبابات اسفرت حتى الآن عن مقتل 361 شخصا يقول انهم متمردون وهي حصيلة تعذر التاكد منها من مصدر مستقل.
وقتل خلال الحملة ايضا 12 عنصرا امنيا باكستانيا.
وتبنى تنظيم انصار المجاهدين احد فصائل طالبان الهجوم الانتحاري الذي استهدف الثلاثاء شمال وزيرستان واوقع ثلاثة قتلى هم جنديان ومدني. وهو هجوم وصفه المتحدث باسم التنظيم ابو بصير بانه بداية الرد على حملة الجيش الباكستاني.
وادت العملية العسكرية الى نزوح اكثر من 470 الف شخص من ولاية شمال وزيرستان. ولجا غالبية النازحين الى مدينة بانو المجاورة بينما فر اخرون نحو الغرب وعبروا الحدود الافغانية.
وكان برنامج الاغذية العالمي بدا الاثنين توزيع مساعدات غذائية على اللاجئين في بانو وذلك على خلفية توتر بسبب التوافد المفاجئ لمئات الاف النازحين الى المدينة في الاسابيع الماضية وبسبب صعوبة تامين كل المساعدة التي يحتاجون اليها.
واعترض قرابة 500 شخص الثلاثاء محورا كبيرا في الطريق الى بانو ورشقوا حجارة على قوات الامن للاحتجاج على بطء تسليم المساعدات. وقام عناصر الشرطة والجيش باطلاق النار في الهواء لتفريق المحتجين، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس.
وحذرت الولايات المتحدة الثلاثاء من ان عدد النازحين قد يصل الى نصف مليون بسبب الازمة الحالية، وطلبت من الحكومة الباكستانية السماح لوكالاتها بالوصول الى مناطق النزاع.