[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
هل تنشأ مدارس لتعليم الوطنية، ام ان الوطنية احساس وممارسة ونقاء لا تحتاج إلى تعليم .. الذين خرجوا على مسعود البارزاني هم من جلده، لكنهم يفترقون عنه الكثير، اقله قربهم الوطني من وطنهم الذي لا بديل عنه العراق ..
لن يتعلم البارزاني تلك الامثولة لأن جاهزيته للتعلم ليست متوفرة طالما انه مارس خطا من ابيه لم يحد عنه. وليس مغالاة القول، ان هذا الرجل الذي يفترض انه سقط هو واحلامه، ما زال يمني النفس بمنقذ، مع ان كل من يهزم في معاركه اما ان ينتحر كما فعل هتلر وغيره، او يستقيل ليذهب الى عزلة يقرأ فيها نتائج اخفاقاته واسبابها، والاهم ما هو الوطن وما هي الوطنية.
ما جرى كما بات معلوما شمال العراق، وارفض استعمال كلمة " كردستان"، هو الموقف التاريخي في اللحظة التاريخية التي لعبتها عائلة المرحوم جلال الطالباني ومن هم قريبون منها. صفقة ذكية جرت غيرت واقعا بأكمله .. فلكم راهن البارزاني على اقتحام القوات العراقية لكركوك كي يقيم الدنيا ولا يقعدها، حتى اذا ما خسر المعركة بالعسكر فإنه كان سيربحها بالسياسة .. ثم هو استمات لتلك اللحظة، ان ترتكب الحكومة خطأ كبيرا بأي عمل عسكري ليكون ذريعة له في لعبته التي تصور انها نجحت وبات قاب قوسين من تحقيق نقلة جديدة نحو الاستقلال.
الآن صارت اللعبة في غاية الوضوح، انقسم الاكراد وعادوا ادراجهم كما كانوا يوم كان الصراع الدموي بين السليمانية وبين اربيل، بين الطالباني وبين البارزاني، بين الأقرب إلى الرئيس الراحل صدام حسين، وبين اخصامه من البارزانيين.
ليس بأحلام ساقطة تقاد الشعوب مع ان للحلم مكانة عند الثوار الانقياء .. ثم ان الاهداف النبيلة لا بد تصل الى اهدافها، اما تلك المحملة بالتآمر فليس لها مكانة. فلن يقسم العراق، المدرسة الوطنية تقول بان لا تقسيم في وطننا العربي، مهما حاول الصهاينة وحاولت اميركا التي تقاد من قبلهم. تلك الفكرة التي ظن البارزاني انها طريقه الى " دولته " ليس لها اساس، فدولته هي العراق بكل اطيافه، والعراق هذا الذي نعرفه بمساحته وشكله الجغرافي لن تتغير معالمه، هو سند امته ووجهها الجميل الذي ان تغير تغيرت المنطقة بأكملها، الحفاظ على وحدة العراق اساس للحفاظ على وحدة الامة .
لا شك ان هنالك من يحتاجون الى مدارس لتعلم الوطنية من اجل انقاذهم من افكار تلتصق بهم لأسباب شتى .. لكننا نعرف ان ثمة من لا يصبحون وطنيين حتى لو درسوا فيها وتخرجوا .. الوطنية لا تحتاج لدراسة، هي قيمة في نفس الانسان وفي غاياته ، قدم عسكري عراقي وآخر سوري يقاتلان في الجبهات تساوي الكثير في هذا المفهوم .
نطمئن على العراق، روح النصر تستكمل في هذا القطر العربي، الفكرة المقدسة ان لا يبقى داعشي على ارضه تستكمل خطوات، ومن خلالها ايضا ترتسم علامات وحدته الثابتة التي لا نقاش فيها ولا امل يرتجى لكل لاعب عليها او متأمل بتحقيق هدفه الخاص كما كان يفعل البارزاني الذي سقط حلمه، ويجب ان يكون بقاؤه حيث موقعه قد انتهى ايضا. هو لعب مع الكبار، كان لم يفهم ادارة الأخطار الوطنية في لحظاتها الحاسمة، فلم تعد حتى النصيحة ملائمة له. هي النهاية كما رسمتها اخطاؤه .