[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
” السنوار كان واضحاً في تصريحاته حول الأسلحة من خلال القول: " .إن لا أحد له القدرة على إجبار الحركة على نزع سلاحها او الاعتراف بإسرائيل". وقال أيضا امام مجموعة من الشبان, حسب ما نقلت عنه الحركة, "لا أحد له القدرة على انتزاع اعترافنا بالاحتلال (...) ولا احد في الكون يستطيع نزع سلاحنا, وذلك في رد واضح على مطالبة اسرائيل والولايات المتحدة بذلك, ”
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لا شك, أنه وبعد المؤتمر الأخير لحركة حماس ووثيقتها المعلنة, والمتغيرات التي حملها معها لمؤتمر,سواء في الرؤية السياسية للحركة أو في طبيعة البنية القيادية, التي تتسلم القيادة حاليا, انتصر الجناح المنادي بارتباطات أقل مع الحركة الأم "حركة الإخوان المسلمين" , والذي يأخذ بنسبة كبيرة, الخصوصية الفلسطينية للحركة بعين الاعتبار. فلولا انتصار أصحاب هذا النهج بغالبية عضوية القيادة المقررة, لما جرت محاولات المصالحة مؤخرا. هذا ما يعتقده كاتب هذه السطور, بناءً على تحليل علمي لنتائج ما بعد المؤتمر على مدار بضعة أشهر. المناضل التاريخي المشهود له في مقاومة العدو الصهيوني ميدانياً, يحيى السنوار هو أحد أعضاء هذه القيادة المؤثرة, بغض النظر عن تسلمه لمسؤولية الحركة في قطاع غزة . وبمتابعة متأنية لتصريحاته منذ تسلمه مسؤولياته, يتضح لنا, العمق في الصراع بين جناحي الحركة, فمثلا يقول:
"اليوم فإن حركة حماس, لن تبقى طرفا في الانقسام, بأي حال من الأحوال, وسأكسر عنق كل من لا يريد المصالحة, سواء كان من حماس أو غيرها", و"أنني سأسهر على حماية الرئيس في زيارته المقبلة لغزة", و"أننا سنسلم المعابر في نهاية الشهر إلى السلطة الفلسطينية", و"لن يرى جنود الاحتلال الأسرى النور, حتى يراه أسرانا, أمثال حسن سلامة وعباس السيد ومحمود عيسى ومروان البرغوثي وأحمد سعدات" بصراحة, هذه النغمة, افتقدناها في تصريحات الإخوة من قادة الحركة في الماضي, ثم, إن الانسياب, الذي رافق مباحثات الحركتين في القاهرة, وسهولة توقيع الاتفاق بين الطرفين, يأتي دلالة على صحة ما نقول.
صحيح القول أيضا, أن عقبات كثيرة ما زالت تقف أمام استكمال المصالحة, بعد مطالبة الرئيس عباس, بإخضاع سلاح الحركة إلى الشرعية, وتصريحه بأنه لن يقبل باستنساخ تجربة حزب الله في جنوب لبنان, وعدم تراجعه عن القرارات, التي كان قد اتخذها في حق القطاع, وبخاصة ضد الموظفين فيه, غير أنه من الصحيح القول أيضاً, أن السلطة, وصلت إلى قناعة, بأن الكيان الصهيوني قد نفى إمكانية ولو بنسبة 1% لحل الدولتين. في صميمه يدرك الرئيس عباس أن استراتجيته للصراع, المتمثلة في المفاوضات, لن تؤمّن له السفر خارج أراضي الضفة الغربية, دون إذن إسرائيلي! بالعكس, لعله يؤمن في داخله, أن مخزون سلاح حماس هو في صالح الفلسطينيين, ويشكل ورقة ضغط على العدو الصهيوني. نتمنى أن لا تركب السلطة رأسها, وتصر على مطالبها, ففي هذه المطالب, مقتل استمرار المصالحة.
السنوار كان واضحاً في تصريحاته حول الأسلحة من خلال القول: " .ان لا احد له القدرة على اجبار الحركة على نزع سلاحها او الاعتراف باسرائيل". وقال أيضا امام مجموعة من الشبان, حسب ما نقلت عنه الحركة, "لا أحد له القدرة على انتزاع اعترافنا بالاحتلال (...) ولا احد في الكون يستطيع نزع سلاحنا, وذلك في رد واضح على مطالبة اسرائيل والولايات المتحدة بذلك, في حال تم تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطينية تضم حركتي فتح وحماس. وتابع السنوار "نحن مقاتلو حرية وثوار من أجل حرية شعبنا, ونقاتل الاحتلال وفق قواعد القانون الدولي الإنساني" مضيفا "سنواصل امتلاك القوة لحماية شعبنا". وحول إيران, قال السنوار" إنها الداعم الأكبر لحماس, ولا بد لنا من تعزيز العلاقة معها"., وقال أيضاً, "إن محمد ضيف المسؤول العسكري لحماس , يوافق على كل ما قلته". حرص السنوار على إظهار رأي القائد العسكري للحركة( وهو ليس بالطبع كرأي أي قيادي آخر) يعني ضرورة أن تقرأ ما بين السطور.
كان مبعوث الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الشرق الاوسط جيسون جرينبلات اعلن قبل أيام ان "الولايات المتحدة تؤكد من جديد أهمية التقيد بمبادئ اللجنة الرباعية (للشرق الاوسط), ألا وهي ان أي حكومة فلسطينية, يجب أن تلتزم التزاما لا لبس فيه, بنبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل, وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة الموقعة بين الطرفين, بما في ذلك نزع سلاح "الإرهابيين" والالتزام بالمفاوضات السلمية". كما رحب رئيس الوزراء الصهيوني بتصريحات غرينبلات, مشيرا الى ان إسرائيل "اوضحت انه يتوجب على اي حكومة فلسطينية الالتزام بهذه المبادىء"".واضاف السوبر إرهابي نتنياهو, الذي من المنتظر أن يحاكم وزوجته قريباعلى قضايا فساد, "نرغب في السلام, ونريد سلاما حقيقيا, ولهذا السبب, لن نجري مفاوضات مع منظمة "ارهابية" بغطاء دبلوماسي". لكن نتنياهو قبل سابقا بعقد هدنة طويلة الأمد مع حركة يعتبرها هذا المجرم الفاشي,حركة "إرهابية"!
للعلم, ستتم في الشهر القادم, اجتماعات في القاهرة للحركتين, بحضور كافة الفصائل الفلسطينية بلا استثناء, ومن المنتظر, أن يشكل رأي الفصائل, وبخاصة رأي الجبهة الشعبية الرافض لنزع سلاح المقاومة, أن يشكل عاملاً ضاغطاً على الرئيس الفلسطيني, للتراجع عن شرطه, وإن أصرّ, فعليه تحمل تبعات ما سيقال عنه, بأنه المفجر للمصالحة الفلسطينية. نسأل الرئيس عباس: هل تقبل إسرائيل بالامتناع عن تسليح المستوطنين؟ وهل تقبل بنزع سلاح قطعانهم الوحشية؟.