لا جدال على أن الإنجازات الميدانية للجيش العربي السوري باتت مؤشرًا لبوصلة حلف التآمر والعدوان وتحركاته السياسية والدبلوماسية ومواقفه الداعمة للإرهاب ضد الشعب السوري، فكلما نجح الجيش العربي السوري في تطهير مدينة أو منطقة سورية ما من دنس العصابات الإرهابية المسلحة مُلْحِقًا بها خسائر فادحة، انعكس ذلك بصورة مباشرة على قوى حلف التآمر والعدوان من خلال عدد من الخطوات الحمقاء الدالة على ما يتخم قلوب معشر المتآمرين من حقد وكراهية تجاه سوريا وشعبها.
فليس مثيرًا للدهشة أن يتجه معشر المتآمرين على سوريا إلى ضخ المزيد من الدعم للإرهاب ضد سوريا وشعبها عبر تخصيص مئات الملايين من الدولارات وبرامج التدريب على الإرهاب والقتل والتدمير تحت شعارات كاذبة من قبيل "دعم المعارضة المعتدلة"، وإسناد هذا الدعم بخطوات إضافية سياسية ودبلوماسية.
ويهدف حلف التآمر والعدوان من محاولاته الجمع بين الدعم اللوجستي المتمثل في المال والسلاح والعتاد والتدريب للعصابات الإرهابية المسلحة، وبين الدعم السياسي والدبلوماسي إلى تقويض الإنجازات المتراكمة للجيش العربي السوري ومراكمة أشد ألوان العقاب الجماعي ضد الشعب السوري على عدم تأييده المتآمرين ضد وطنه "سوريا" وعدم مساعدتهم لتفتيتها وتدميرها، كما فعل غيرهم من الحمقى بالتعاون معهم في تدمير بلدانهم وتقسيمها، حيث الوعي السوري أخذ يزداد ويتوسع مع توسع رقعة انتصارات الجيش العربي السوري، ومع النضج السياسي وحكمة إدارة الأزمة من قبل القيادة السورية من خلال الإجراءات التي اتخذتها للحفاظ على التماسك الشعبي والترابط الاجتماعي وتحصين الداخل من فيروسات التفتيت والتحريض والطائفية والإرهابية، وذلك بمراسيم العفو التي يصدرها الرئيس السوري بشار الأسد بين الحين والآخر، وتسويات أوضاع المغرر بهم والمصالحات ونبذ الخلافات وتعظيم مكانة الوطن السوري ومعنى بقائه موحدًا ومستقرًّا..
ولذلك من الطبيعي أن يحاول المتآمرون البحث عن وسائل ومداخل تمكنهم من تقويض هذه النجاحات وإفشالها وتوسيع هوة الخلافات وتوسيع رقعة الإرهاب لتشمل كامل التراب السوري، فالدعم الأميركي الجديد للعصابات الإرهابية والمتمثل في تخصيص خمسمئة مليون دولار لتدريب الإرهابيين والذي يسعى الرئيس باراك أوباما إلى أخذ موافقة الكونجرس عليه، هو دعم يأتي في إطار الالتزام الثابت الذي انتهجه حلف التآمر والعدوان بقيادة الولايات المتحدة ضد سوريا، وبالتالي من الطبيعي أيضًا أن يترافق مع هذا الدعم السخي للإرهاب والمستور بكذبة "دعم المعارضة المعتدلة" الدعم الدبلوماسي والسياسي من مدخل توظيف الكارثة الإنسانية ـ التي ألحقوها بالشعب السوري بعقوباتهم الاقتصادية الظالمة وتشجيعهم الإرهابيين ـ في تعزيز دعمهم الإرهاب عبر مزاعم حرصهم على "إدخال المساعدات الإنسانية"، حيث يسعى المتآمرون إلى المتاجرة بحقوق الشعب السوري من خلال محاولة تضمين مشروع قرار روسي عقوبات ضد سوريا، وهو ما رفضته موسكو مهددة باستخدام الفيتو ضد مشروع القرار.
ولذلك، تبقى التصريحات حول مخاوف الإرهاب ذرًّا للرماد في العيون وسترًا للعورات وأسلوب نفاق معتمَدًا في السياسة التآمرية العدوانية.