*لنرجع للوراء قليلا ومنذ قرابة اسبوعين من الآن صدر القرار المثير للجدل والخاص بحظر رفع أسعار بعض السلع الأساسية قرار جاء بمثابة الصدمة للجميع واقصد باللفظ (الجميع) هنا السواد الاعظم من عامة الشعب ممن يعنيهم القرار أصلا وممن يتأثرون به وليس من يعيشون في بروج عاجية ينظرون من أعلى ولا يهمهم سوى مصلحتهم الشخصية.
* هاج الشعب حينها وماج وما هذه إلا كردة فعل عادية وطبيعية بل ومتوقعة من شعب حر أبي عوده قائده على عدم الخضوع ولا الخنوع فقرار مجلس الوزراء لم يأت في وقته ابدا فهناك مصاريف تلتها مصاريف والكل يعلم كيف هي مصاريف شهر رمضان ومن بعده عيد الفطر والمدارس يتلوها مصاريف عيد الأضحي فهل موعد القرار مقصود في هذا الوقت، أم مجرد صدفة؟؟!
* تلاحم شعبي وإعلامي وهذا إن دل على شيء إنما يدل على ان الشعب مع كل مؤسسة حكومية ناجحة هدفها خدمة الشعب بكل امانة ولهذا وقف معها الشعب بل والمؤسسة البرلمانية والتي تمثل صوت الشعب (مجلس الشوري) فهو نبع من الشعب وإلى الشعب ومواقفه خصوصا في الفترة الاخيرة تشهد له ضغط شعبي إعلامي برلماني يتوج بمفاجأة سارة ومتوقعة وحقيقة أنا توقعتها شخصيا فور صدور قرار الصدمة.
* ابن عمان البار وملهمها وقائدها وسلطانها.. سلطان القلوب جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أبى إلا ان يقول للجميع انا مع الشعب مع ابناء بلدي الاوفياء فهو منذ 43 عاما وهو يجزى العطايا ويهب الهبات لابناء شعبه ومن لهم سواه بعد الله فبعد الأوامر السامية بتأجيل القرار هدأت النفوس واستكانت القلوب وتحول الأمر من استهجان ورفض الى حب وولاء ودعاء لقائد النهضة المظفرة فشكرا لك يا سيدي السلطان.
* أجمل ما أختم به هذه المشاهد التي كانت من ارهاصات واقعنا المعاش خلال الايام الماضية مقطع لقصيدة في حب سلطان عمان للشاعر العماني المبدع خميس المقيمي:
أوامرك حد الحسام ومطاعه
مطاع لو تأمر على رقاب الأحرار
قلبك تفاصيل الوطن باتساعه
وأفضالكم غيثٍ روٓت منّه الدار

* خالص التهاني أوجهها لقرائي الأعزاء بمناسبة شهر رمضان المبارك. اعاننا الله على صيامه وقيامه وكل عام وانتم بخير.

ناصر بن سلطان العموري
[email protected]