في ليلة أدبية تمازجت فيها مفردات الثقافة والفن مع الفكر وحضور البهاء الأدبي المتنوع في السلطنة، احتضنتها بروح الاحتفاء والتكريم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء فسافرت أشرعة الفكر في فضاءات رحبة في ستة مواكب أدبية متنوعة، وحلقت نحو سماء الشخصيات والمشاريع الثقافية لتقطف نجمتين بارزتين، أعلنتهما شخصيتي العام الثقافية، في نطاق الاعتراف بجماليات الأدب العماني الذي تعددت آراؤه وتقاطعت توجهاته.
الليلة الباذخة بالحضور، المغاير في أسسه الأدبية، أطلت في الوقت ذاته بصدق القول وتواضع الشيم حيث طيور القلب توزع إطلالتها بهدوء وروية، هنا أطل علينا الأديب الإنسان والباحث الفاحص النبيل المكرم أحمد بن عبدالله الفلاحي بسرد ذاتي جميل.
"أشرعة" في عدده اليوم يقدم تفصيلا حول تقارير لجنة التحكيم للأعمال الفائزة في جائزة الإبداع الثقافي 2017 والتي أقامتها الجمعية الاسبوع المنصرم.
وفي حوار أدبي شيق يقدم الزميل خميس السلطي القاص والروائي العماني محمد قرط الجزمي الذي سجل حضوره في الساحة الثقافية من خلال إصدارات أدبية متعددة، نُشرت له في مختلف دور النشر العربية أكثر من رواية، وهي "من دون مرآة" و "الدماء تعود إلى مجاريها" و "الروامح" وأكثر من مجموعة قصصية وهي "حُب أسود"، و "قد نموت ألف مرة" ، و "الشيطان يلهو"، بالإضافة إلى سلسلة روايات للناشئة، وأغلب كتاباته في أدب الخيال العلمي، حصل على عدد من الجوائز المحلية والدولية .. هناك الكثير من التفاصيل التي تحدث عنها الجزمي في هذا الحوار.
اما الكاتب السعودي يوسف الحربي فننشر موضوعه بعنوان "حداثة التجريد في الانتماء والهوية والتراث" حيث أتخذ الفنان التشكيلي العماني مازن المعمري انموذجا لقراءته .. حيث يعتبر الفنان التشكيلي مازن المعمري من أبرز الوجوه الفنية الشابة في السلطنة وفي الخليج العربي، التي كرست طاقتها للتعبير بالفن عن واقع وجودي ونفسي يلامس الروح ويتراقص مع الطبيعة ببساطة التآلف واختلاط الإحساس المتفجر لونا في الفكرة، فقد ساعدته موهبته وابتكاراته على إيجاد بصمته التي مكنته من أن يتحصل على العديد من الجوائز الفنية في المنطقة إلى جانب حصوله على الجائزة الأولى للمعرض السنوي للجمعية العمانية للفنون التشكيلية.
رغم اهتمامه بالفنون الكلاسيكية وبفكرة الخلود في الفن اتبع المنهج التجريدي الحداثي، كمسار يجسد المعاني التي تنتاب مواقفه من الوقائع والأحداث والتفاعلات فهو جريء في خطوطه رقيق في تعبيره، حرفي في تجسيد اللون وإشباعه بالدلالات والتداخلات المكثفة الإحساس في تراكمات الفكرة التي يفتتها ويرتبها لتتشكل ببساطة وتترك أثرها في عمق التأويل لدى المتلقي.
ومن القاهرة يقدم الزميل إيهاب حمدي رؤيته في الفيلم السينمائي "اختطاف" الذي يصور لنا ملحمة شرسة من الفداء والمطاردة بطلتها أم اختطف نجلها امام عينها، لقد شاهدت ابنها وهو يختطف، وسمعت صوته وهو يحادث مختطفيه وقلبها يعتصر الماً، أم لا تبالى بأي مصاعب او مخاطر في سبيل انقاذ ابنها، لا تنظر الشرطة أو حتى مساعدة الآخرين هي فقط تحركها غريزتها في حب نجلها لاستهداف الخاطفين والإيقاع بهم.