أتنزهُ في خُطواتي البَعيدة ِ
تتسارعُ طُفولتي كَبُستانٍ
مزهو بِنجومِه ِالمَشتولةِ
كَالسديم ِ
دروبٌ تَقفزُها سَاقانِ
كَعودِ الرياحين
تَرسُمُ طريقاً كفارس ٍ
يَطوفُ حَولَ بِحارِ سَماواتِه ِ
تَحملني رَوحي إلى مُغامَراتِها
العبثية ِ
أركضُ وألهو بِخطواتٍ
جَريئة ٍ
تَتسارعُ رؤيايَ على
ريحِ أمي
أتساءلُ عن الخَطايا المدفونة ِ
في مِفصلِ الليل ِ
تَحملني الرؤيا إلى وميض ٍ
كَوجهِ الفَجر ِ
أقفُ عِندَ النُقطةِ وأعودُ
إلى ذاكرتِي
أتنزهُ ثَانيةً في وردةِ الزَّمنِ
أضمُ بَراعِمَ خُطواتي
وبَساتينَ قَميصي
أمتطي جَواداً يحملني إلى
نَبعِ الدّمِ الأخضرَ
أحتسي كؤوساً تَغسلُ
عَتمةَ الزَمن ِ
تَستبقُ الرِّياحُ طَريقي
أكسرُ بها حَاجزاً
لغيمةٍ أتلبَّسُها وأحتسيها
كَفنجانِ قهوةٍ في الصَّباح ِ
أقفُ عِند التقاطع ِوأعودُ
الى ذاكرتِي
أعزفُ أوتارَ أحلامي على
صَخرةٍ كانتِ الشمسُ تُلازمها
والقمرُ صَديقَها
والليلُ يَحرسُها
كانتْ أغصانُ أشجارِ الغَافِ
والسُدرِ أوتاراً على
أطرافِ أناملي
وفي المَساءِ كَانتْ عَصافيرُ
قلبي تُرفرف ُ
كأنَّها أوتار تَغتسل ُ
بِبراءةِ الضِحكات ِ
وعِندما أعودُ إلى مَخدعي
كانتْ أُمي تَهبُني رُوحَ المَلاكِ
تتوحدُ الخُطواتُ عِندَ
حُروفِ الماءِ
خَارطتُهُ سَفينةٌ تَصلُ بِي
إلى شاطِئ الصَّمت ِ
حَيثُ يَقِلُ ماءُ الكَلامِ
وتَضيقُ المَساحةُ
وحدها الفوضى تَصلُ بِي
الى عَبثيةِ الرُؤيا
حَيثُ تتلاشى النُقطةُ
في سديمِها

هاشم الشامسي