أم تخوض مطاردة شرسة لإنقاذ نجلها من مختطفيه الفيلم يكشف عن خطورة مافيا الاتجار بالأطفال

القاهرة – من إيهاب حمدي:
غريزة الأمومة، وضعها الله سبحانه وتعالى في جميع الكائنات، لا أحد يستطيع السيطرة عليها أو يهزمها، فهناك المئات من لقطات الفيديو تصور الدفاع الشرس للأمهات في مختلف الكائنات عن وليدها، وهى الكائنات التي لا تعقل ولا حول ولا قوة لها، فما بالنا اذا ما كانت الأم امرأة بشرية، تفكر وتقرر وتنفذ لإنقاذ ابنها من مختطفيه.
فيلم " Kidnap" او "اختطاف" يصور لنا ملحمة شرسة من الفداء والمطاردة بطلتها أم اختطف نجلها امام عينها، لقد شاهدت ابنها وهو يختطف، وسمعت صوته وهو يحادث مختطفيه وقلبها يعتصر الماً، أم لا تبالى بأي مصاعب او مخاطر في سبيل انقاذ ابنها، لا تنظر الشرطة أو حتى مساعدة الآخرين هي فقط تحركها غريزتها في حب نجلها لاستهداف الخاطفين والإيقاع بهم.
ورغم ان أفلام حوادث الاختطاف كثيرة بشكل لا يمكن احصاؤها، ومكرر بها عشرات المشاهد، الا اننا امام فيلم نوعا ما مختلف في تكوين الصورة الذهنية عن شخصية الأم، فلا هي محاربة ولا هي عميلة سابقة في جهاز أمني مثلاً، ولم تمارس العنف قبل يوم الاختطاف قط.
مختلف أيضا في أنه ليس هناك خطة تتبع في الفيلم.. أغلب الفيلم يعرض مطاردة مفاجئة للأم للخاطفين وتستحوذ على اغلب الفيلم دون الإعداد المسبق لها او المساعدة من أحد.
حتى ان لحظات الاشتباك مع الخاطفين لم يكن بها العنف التقني المنظم الذي نشاهده في اغلب الأفلام الأميركية، بل حركات واشتباكات عشوائية، مما اضفى لنا فعليا مزيداً من الاثارة والمتعة والترقب لواقعية المشاهد والأحداث.
لكن ذلك لا ينفي وقوع الفيلم في عدد من الكليشيهات المتعارف عليها كنفاذ بطارية هاتفها وضياع هاتفها في بداية المطاردة، وحتى لما تتعرف الشرطة على نوع السيارة يكون قد اخذ الجناة سيارة غيرها لتطارد الشرطة سيارة خطأ وهى مشاهد تزيد من الإثارة المفتعلة والحواجز امام انقاذ الام لابنها.
من جانب آخر يقدم الفيلم نظرة سوداوية لتطور وانتشار مافيا اختطاف الأطفال والاتجار بهم في أميركا حينما تضع الام يدها على جحر هذه المافيا التي لم يكتشفها احد، فيما يقدم أيضا الفيلم تقاعساً مريبا من قبل الشرطة تجاه البلاغات الكثيرة بفقد الأطفال في أميركا.
اما أداء الام التي تجسدها هالي بيري في لحظات الضعف والقوة والحماس والرجاء واليأس والأمل والسعادة فكان اداءً رائعا وكان اكثر ما يميز هذا الفيلم، فقد كان تعبيرها وتجسيدها لتلك المشاعر اكثر من رائع، بل كانت هي العنصر الأساسي في خلق مشاعر الاثارة لدى المشاهد.
نادلة مطلقة وابنها
كارلا دايسون " هالي بيري " امرأة أميركية سمراء، مطلقة، تعمل نادلة في مطعم شعبي، لتدبير نفقات حضانة ابنها بعد الطلاق، وتجاهد كثيراً لقضاء بعض الوقت معه بعد فراغها من عملها، حيث تصطحبه في سيارتها الى متنزه عام.
الابن فرانكي " حكيم كوريا" طفل مميز يحب والدته، يعلم ما حدث بين والدته ووالده ويتعاطف مع والدته.
يخبر محامي الام كارلا ان زوجها السابق قد رفع دعوى حضانة لأخذ الطفل منها وهى مع طفلها في المتنزه فتنشغل لبعض دقائق عن ابنها بمكالمة المحامي فيختفى الابن.
تبحث عنه عبثاً لا تجده لكنها في لحظة ما تشاهد الابن وامراة سمينة تجره وترغمه على الركوب الى سيارتها تجرى كارلا تجاه السيارة وتتشبث بها لكنها تقع من سرعة السيارة.
اثناء وقوعها تفقد جوالها وتحاول ان تجد سيارتها لتلحق بسيارة المختطفين بسرعة.
مطاردة شرسة
تبدأ الأم مطاردة طويلة شرسة للخاطفين بالسيارة حيث تستطيع اللحاق بهم لكنهم يهددونها بذبح الطفل مما يجعلها تتأخر عنهم قليلا ، ترى رجل شرطة طريق على دراجة البخارية فتتعمد كسر حد السرعة والسير المرتبك بالسيارة ليلحقها،لكن تظهر سيارة الخاطفين لتصدمه فيقع ميتاً ويخيب املها في انقاذ ابنها.
حتى لما تقف السيارة يخرج مختطف شاهراً سكيناً فتتراجع لكن بعد محاولات تأتي الى سيارتها السيدة السمينة وتطلب منها عشرة آلاف دولار لإنقاذ ابنها.
تقبل وتذهب معها لإعطائها المبلغ لكن اثناء ذلك تحاول المختطفة خنق الأم وتفشل في ذلك وتلاحق الأم المختطف بسيارته لكنها في النهاية تفشل ويضيع منها رغم انها جعلت أحدهم يخبر الشرطة بمواصفات سيارة السارق.
البنزين ينفد من سيارتها وهى تتابع خط سير سيارة الخاطف فتوقف سيارة في الطريق وما ان تركبها فجأة يظهر الخاطف مرة أخرى بسيارته ويصدم السيارة محاولاً قتل من فيها فيموت السائق لكن الأم تستطيع النجاة مرة أخرى.
يترجل الخاطف شاهرا سلاحه ويحاول ان يقتل الأم لكنها تستطيع بعد حيلة ذكية منها ان تنال منه وتقتله لتعرف من هويته عنوان سكنه.
مافيا اختطاف الأطفال
حينما تذهب الام الى عنوان سكن الخاطف القتيل تكتشف انها بصدد منظمة لاختطاف الأطفال وبيعهم بمئات الآلاف من الدولات وان ابنها مجرد رقم من بين الكثير من الضحايا الآخرين حيث تجد فتاتين أيضا عالقتين لدى الخاطفة في منزلها وتستطيع الأم بذكاء قتل الخاطفة وقتل شريك لهم أيضا يقطن بجوار المسكن حاول ان يحتال على الأم، لتنقذ الأم بالنهاية طفلها واثنين آخرين معه، وتأتى الشرطة متأخرة كالعادة وتكشف للإعلام عن منظمة دولية لاختطاف الأطفال.
فيلم " Kidnap" او "اختطاف" من اخراج " لويس بريتو" وكتب له السيناريو " نايت والتني" وهو يندرج تحت نوعية أفلام التشويق والإثارة والدراما، مدته (95 ) دقيقة، وقد حصل على تقييم (6.0) على موقع imdb.com