العثور على عشرات الجثث لمجهولين قرب بنغازي

طرابلس ــ وكالات: بدأ سكان في أنحاء العاصمة الليبية طرابلس الحفر في الشوارع للوصول إلى الآبار في بحث يائس عن المياه بعد انقطاعها عبر الصنابير في تدن جديد لأحوالهم المعيشية. وبعد سنوات من الإهمال قطع عمال المياه بسبب أعمال صيانة عاجلة هذا الشهر مما قطع الإمدادات عن كثير من منازل طرابلس ثم خربت جماعة مسلحة شبكة المياه مما أطال من أمد المعاناة. وتعتبر أزمة المياه مثالا قويا على فشل الدولة في بلد كان يوما واحدا من أغنى بلدان الشرق الأوسط لكنه يعاني اضطرابات منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي. وبالنسبة لليبيين تتجسد الفوضى في انقطاع الكهرباء واستمرار أزمات السيولة النقدية. وتتفاقم هذه الأزمات بسبب الاشتباكات بين جماعات مسلحة تتنافس على السيطرة والنفوذ في الدولة الغنية بالنفط والفقيرة حاليا في بنيتها التحتية. وقالت جماعة مسلحة جنوب ليبيا في الأسبوع الماضي إنها أوقفت إمدادات المياه من النهر الصناعي العظيم الذي أقيم في عهد القذافي وهو نظام لنقل المياه عبر أنابيب يضخها من تحت الصحراء الشاسعة في الجنوب الليبي للمناطق الساحلية مثل طرابلس. وتطالب الجماعة بالإفراج عن قيادي مسجون لدى جماعة منافسة في العاصمة.
وواجهت حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس صعوبات في فرض سلطتها منذ وصول قادتها للعاصمة في مارس من العام الماضي. وزاد الصراع الذي تفاقم في عام 2014 من الضغوط على سكان طرابلس الذين ارتفع عددهم إلى ثلاثة ملايين بوصول أسر نازحة من مدن ليبية أخرى. وتتهاوى الخدمات الصحية العامة وينتشر التضخم وتأجل بدء العام الدراسي الجديد لعدة أسابيع بسبب مشاركة المدرسين في إضراب احتجاجا على الأجور. وتسببت عمليات إغلاق منشآت النفط في ضعف الإيرادات مما أسفر عن إنفاق مبالغ ضئيلة على الصيانة والإصلاح كما أضيرت شبكات المياه وغيرها من منشآت البنية التحتية.
على صعيد اخر، قالت مصادر أمنية إن 37 جثة مجهولة عثر عليها قرب مدينة بنغازي بشرق ليبيا. وعثر على الجثث مساء الخميس في مدينة الأبيار التي تبعد نحو 70 كيلومترا شرقي بنغازي. ولم تدل المصادر الأمنية بمعلومات بشأن هوياتهم المحتملة. وتم العثور على أعداد أقل من الجثث في بنغازي وحولها في عدة وقائع في الأشهر الماضية. ويسيطر ما يسمى بالجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر على المنطقة. وأعلن حفتر الانتصار في حملة للسيطرة الكاملة على بنغازي في يوليو على الرغم من استمرار القتال في أحد أحياء المدينة.