[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
تكون حزب الاتحاد والترقي عام 1889 من جماعة من طلبة المدرسة الطبية العسكرية الامبراطورية في اسطنبول، وكانت الغاية من تشكيل هذا الحزب هي الإطاحة بحكم السلطان عبدالحميد الثاني، وبالتالي ايجاد نظام برلماني بالمفهوم الأوروبي.
وجدير بالإشارة أن حزب الاتحاد والترقي كان يعقد اجتماعاته في بيوت اليهود المنتمين للجنسية الايطالية، كما روي أن بعض الاتحاديين كانوا منضمين للمحافل الماسونية في تركيا، وأنهم قد اقتبسوا أساليبهم في تنظيم جمعيتهم من تلك المحافل، ولا بد من الاشارة في هذا الشأن إلى أن وزير مالية الاتحاد كان يهوديًّا وكان من طائفة الدونمه وهو (جاويد)، كما كانت وزيرة المعارف في عهد الكماليين من أصل يهودي وهي خالدة اديب.
يذكر جواد رفعت اتلخان ـ القائد التركي المعاصر للسلطان عبدالحميد- أنه في القرار المرقم 70 للجمعية الماسونية الفرنسية جاء فيه، أنه أسست جمعية سرية باسم جون ترك فباشرت نشاطها من سلانيك، التي تضم اليهود الأكثر نفوذاً في أوروبا، عدا ذلك كان يوجد هناك المحافل الماسونية الكثيرة لقبول الثائرين فيها نظراً لكون تلك المحافل تحت حماية السياسة الأوروبية، ويمكن القول إن فرقة الاتحاد والترقي ولدت فعلاً في المحفل الماسوني، وبعد انشاء جمعية الاتحاد والترقي تحت سيطرة الماسونية كان للضباط وجنودهم القوة العاملة، أما التدابير لتنفيذ العمل واخراجه إلى حيز الوجود فكانت بأيدي الموسرين الذين تعهدوا بدفع المبالغ اللازمة لذلك المشروع، وقد ازداد عدد المتبرعين في هذه المحافل.
يقال إنه كان للإسرائيليين كلمة في جمعية الاتحاد والترقي بسالونيك، وإن جماعة إسرائيلية الأصل يسمون بـ (الدونمه) بيدهم معظم تجارة سالونيك، وإنه قام من هؤلاء اشهر الماليين العثمانيين في عهد الدستور، ويقول رفيق العظم إن رجال الدولة الحالية، يثقون بصدق واخلاص وولاء الإسرائيليين العثمانيين للدستور، وإنه سيكون للإسرائيليين شأن في عهد الدستور غير الشأن الذي كان لهم في ايام الظلم والاستبداد، وهو يتوقع نتائج ابعد في المستقبل.
كما أن رشيد رضا الذي اقام في الاستانة بعد اعلان الدستور ووقف فيها على غوامض سياستها خرج بعدة مسائل كتبها بعد عودته إلى القاهرة، منها أن زعماء جمعية الاتحاد والترقي، يريدون أن تبقى الدولة في ايديهم، وأن كلهم من شعبة الماسون يجتهدون في نشرها وجعل رجال الحكومة من اعضائها كما ينشرونها في ضباط الجيش، وأن من لوازم تشيعهم للماسونية قوة نفوذ اليهود بينهم وفي الدولة، وذلك يفضي إلى فوز الجمعية الصهيونية في استعمار بلاد فلسطين، الذي يراد به اعادة ملك اسرائيل إلى وطنهم الأول وابتلاع اصحاب الملايين من اليهود للكثير من خيرات البلاد.
يقول الكاتب التركي فيروز احمد: كانت اولى مهام الحكومة الاتحادية هي ادخال ايديولوجية الاتحاد والترقي إلى الجيش والقضاء على كل الأيديولوجيات الأخرى، التي كانت تتعارض معها، وخلال سنوات قليلة تم تغيير شخصية الجيش تغييراً دراماتيكيًّا واضحاً، إذ لم يتم الاكتفاء بإجبار الضباط على ارتداء قبعة الخاكي المشابهة للطربوش والمصنوعة من الفرو، والتي يفضلها الاتحاديون بل احيل على التقاعد كل الضباط الذين عُدوا غير قادرين على قبول قيادة الاتحاديين خلال التطهير الذي جرى في يناير / كانون الثاني من العام 1914 بعد مجيء انور باشا إلى وزارة الحربية، وبعد شهرين اصدرت وزارة الحربية امراً حقق القطيعة التامة مع التقاليد العسكرية العثمانية، وادخل فكرة ستكون ذات أهمية كبرى لمستقبل الدولة الجمهورية، جاء في الامر أنه من الآن فصاعداً على الضباط أن يبدأوا اولاً بتحية بيارق فرقهم وأعلامهم اولاً ، حتى وإن كان السلطان حاضراً، وهكذا ازيح السلطان عن مكانه بوصفه الرمز الرئيسي لولاء الجيش.