في أولى حلقاته بعد صلاة المغرب اليوم
كتب ـ خميس السلطي:
"من مسندم إلى ظفار" عبارة يتداولها العمانيون بكثرة، لا من أجل القول فقط، وإنما لما لها من خصوصية تتمثل في التواصل الاجتماعي والإنساني للإنسان العماني الذي تمتد بقعة أرضه الجغرافية من محافظة مسندم إلى محافظة ظفار مرورا ببقية المحافظات الأخرى، البريمي، والظاهرة، الباطنة (شرقها وجنوبها) والداخلية، الشرقية (شرقها وجنوبها) والوسطى، هذه المحافظات وفي كل عام ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك، تبقى محط أفكار القائمين على العمل الإعلامي في السلطنة خاصة في إذاعة وتلفزيون سلطنة عمان،

وفي هذا العام أتت الرؤية شاملة لأن يكون للإرث الثقافي حضور مختلف، من خلال عصف ذهني تخرج نتاجاته إلى المشاهد في صور شتى متنوعة، واليوم ونحن في أول أيام شهر رمضان المبارك وبعد صلاة المغرب مباشرة، سيكون المشاهد على موعد مع برنامج "ذاكرة" الذي سيبثه تلفزيون سلطنة عمان، هذا البرنامج يقدم شخصيات عمانية تمتلك إرثاً معرفيا، ومقتنيات ومخطوطات وتحفاً نادرة ، توثق فترة من الفترات، حيث تلتقي عدسة البرنامج بتلك الشخصيات حيث هي. وهنا يتم الالتقاء بالذاكرة المادية الملموسة بشكل خاص تتمثل في وثائق ومخطوطات ومقتنيات وصور، ومن ثم إبرازها للمتلقي من خلال حديث سردي ونقل تلك الذاكرة لتكون ضمن معلومة ثقافية اجتماعية إنسانية يتلقاها المشاهد، كما يأتي برنامج ذاكرة ليكون ذا فكرة مختلفة جدا عما تم تقدميه في السنوات الماضية من خلال برامج "شيّابنا" و"من السواحل"، وهنا يأتي المذيع محمد بن علي المرجبي الذي يعد ويقدم هذا البرنامج ليقدم المختلف تماما عما سبق من أفكار، فمن خلال المواد التي سنشاهدها تباعا، سنرى أن البرنامج يعتمد على المادة الخام بشكل رئيسي، وما سيعرضه هذا البرنامج هو ما لم يتم التطرق إليه بعد، خاصة فيما يتعلق بالوثائق والمخطوطات التاريخية، أو ربما متاحف جهزت بتفاصيل دقيقة للواقع الإنساني العماني.
هذا البرنامج الذي يخرجه فخر الدين بن عبد المولى المرجان سيكون ضمن 30 حلقة، مدة كل منها نصف ساعة، كما يميز هذا البرنامج بأنه ذهب بكل محتوياته، حيث تم نقل "أستوديو" متكامل إلى محل إقامة الضيف الذي سوف يجرى معه اللقاء، كما أن هذا البرنامج ركز على المناطقية بقدر إخراج التراث العماني المادي الأثري بكل صوره، وعلى أكمل وجه، فهناك حلقات سجلت في محافظة مسندم بمختلف ولاياتها وأيضا محافظة ظفار بمختلف ولاياتها، إضافة إلى بقية المحافظات التي لا تخلو حيثيات تراثها من الدهشة.
وفي حديث مع المعد والمذيع محمد المرجبي قال: أنا سعيد جدا ومن معي من الزملاء من مصورين ومنتجين وفنيين وغيرهم ونحن ننجز هذا البرنامج، لأن يخرج للمشاهد الكريم في أجمل صورة، ولمدة ثلاثة أشهر كنا ومن معي من الزملاء نجوب ربوع عمان من "مسندم إلى ظفار" لنكون أكثر قربا من الإنسان العماني، في بيته، ومزرعته ومكان إقامته، ومحل عمله، سعدت جدا وأنا أشاهد ذلك الاحتفاء الرائع من الذين أنجزنا هذا العمل معهم، فهم يقدرون كل من يأتي إليهم ويحتفون به، وأيضا يقومون بمساعدتنا في الكثير من الأمور ومن خلالهم نستدل على مشاهد أخرى للحياة في هذا الإطار، ويضيف المرجبي: نعم تعلمّنا منهم الكثير، ونحن نبحث ونسأل ونتقصى ذلك الجمال والتاريخ والإرث الإنساني، ومن خلال هذا البرنامج " ذاكرة" اكتشفنا أن عمان بلد عظيم، لا يمكن الاستهانة بتاريخه الضارب في الجذور، اطلعنا على ما لا يُصدق من كنوز ثقافية ومعرفية، وهذا ما سيشاهده المشاهد الكريم خلال شهر رمضان المبارك، في ثلاثين يوما.
وأشار المرجبي في حديثه إلى أن برنامج ذاكرة، حاول أن يهتم بالفكرة بعيدا عن الشخوص، فقال: نحن يهمنا الشخص ولكن أيضا تهمنا الفكرة بشكل مباشر ورئيسي وإظهارها للمتلقي بالصورة التي يتفق عليها الجميع، هذا البرنامج وغيره من البرامج التي قدمتها سابقا فيما يتعلق بحياة الإنسان العماني، تعتبر نماذج لإيصال صورة إنسانية بحته، هنا نحن نسجل حضورا وثائقيا قد يكون غير واضح بشكل كبير للمشاهد، ومن خلال إخراجه له ستكون الصورة أكثر وضوحا بإذن الله.
وفي ختام الحديث مع المذيع محمد المرجبي والذي قدم شكره لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل قال: يبقى برنامج ذاكرة، ليشكل أدوات تواصل بين الأجيال لما سيعرضه من تفاصيل، ونحن التزمنا في هذا البرنامج وعلى عدد حلقاته الـ30 أن نبتعد بعض الشيء عن المؤسسة الرسمية، مركزين على العمل الخاص بشكل مباشر، نعم هناك عمل رسمي في هذه الحلقات ولكن يبقى الحضور الخاص الفردي هو الطاغي بشكل عام. وما نود هو أن نكون أكثر قربا من المشاهد ونصقل التراث العماني في صور متعددة.