مواصلًا رفع العلم العُماني في السباقات المحيطية العالمية

يتأهب البحّار العُماني فهد الحسني لخوض أكبر سباقات الموسم المحيطية وهو سباق عبور الأطلسي "ترانزات جاكوس فابر" ضمن حملة عُمان للإبحار بفئة الكلاس40، وسيكون معه في هذا التحدي البحّار الفرنسي سيدني جافنييه، حيث انضم قاربهما إلى باقي القوارب في ميناء لو هافر الفرنسي استعدادًا للانطلاقة المرتقبة بتاريخ 5 نوفمبر.
يشارك في السباق 78 بحّارًا و39 فريقًا من أربع فئات من القوارب هي الكلاس40 أحادي البدن بطول 40 قدمًا، وإيموكا أحادي البدن بطول 60 قدمًا، ومولتي50 ثلاثي البدن بطول 50 قدمًا، والألتيم الضحمة التي يصل طولها إلى 105 متر كحد أقصى. وسيكون السباق لجميع هؤلاء البحّارة باختلاف فئاتهم تحديًا كبيرًا -حتى للمخضرمين منهم- لمسافة 4335 ميلا بحريا من لوهافر غرب فرنسا إلى سلفادور في البرازيل.
ومع أن الحسني ليس حديث العهد بالإبحار الشراعي، إلا أن السباق سيحمل في طياته تحديات كبيرة بالنسبة له، وسيسجل على مدى 4335 ميلا إنجازات كثيرة سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد الوطني كونه ممثلًا للسلطنة ولتاريخها البحري العريق. والحقيقة أن فهد الحسني البالغ من العمر 34 عامًا يحمل على صدره وسام العديد من الأرقام القياسية العالمية كالرقم القياسي العالمي في الإبحار حول بريطانيا وإيرلندا على قارب المود70 مسندم، وكذلك الرقم القياسي للإبحار حول إيرلندا مرتين. ولعل أقرب الإنجازات للحسني كونه أول عُماني يشارك في سباق محيطي بطاقم ثنائي كان في سباق الآزور في شهر يوليو المنصرم.
وبعد ختامه لسباق ترانزات جاكوس فابر، سيكون الحسني أول عُماني يعبر المحيط الأطلسي بطاقم ثنائي، وعلى الصعيد الشخصي شارك الحسني سابقًا في عبور الأطلسي أربع مرات على متن القارب مسندم من فئة المود70 مع الفريق الكامل، ولكن هذه ستكون أول مرة يقطع فيها خط الاستواء من شمال الكرة الأرضية إلى الجنوب.
وأشار الحسني إلى حجم التحدي المقبل وقال: "هذا أول عام لنا في فئة الكلاس40 ولذلك تعلمت الكثير من هذه التجربة مع سيدني وباقي أفراد الطاقم. التحدي المقبل لا يشابه أي تحدٍ قمت به من قبل، فعبور الأطلسي بطاقم ثنائي يتطلب منّا تحمّل كافة المهام على متن القارب للبقاء في المسار الصحيح وللنجاح".
تجدر الإشارة إلى أن فهد الحسني قد ترعرع على سواحل مسقط مع عائلة تمتهن صيد الأسماك، وبدأ مسيرته المهنية في الإرشاد السياحي، حيث كان يأخذ السائحين على قاربه سواء للصيد أو لمشاهدة الدلافين، ولكن مع المتعة المصاحبة لهذا النشاط ، كان الحسني متعطشًا للمغامرات، وحينما سنحت له الفرصة بادر مباشرة بالانضمام إلى صفوف البحّارة في عُمان للإبحار. ويقول فهد عن ذلك: "كنت أطمح دائمًا إلى المغامرة، وحينما رأيت إعلان الشواغر في عُمان للإبحار لم أتردد لحظة وسجلت مباشرة. خضت سلسلة من الاختبارات البدنية، وكان المتقدمون حينها 1000 شخص، وتقلصوا إلى 400 شخص حتى بقي في النهاية 12 شخصا فقط، ولحسن الحظ كنت أنا منهم".
تألق فهد الحسني في برامج عُمان للإبحار، وخاض الكثير من السباقات مثل سباقات الإكستريم الشراعية، وسباقات الطواف الفرنسي، والطواف العربي قبل استقراره في فريق الإبحار المحيطي مع سيدني جافنييه قبل خمس سنوات من الآن. ويحظى فهد الحسني بقدر كبير من الاحترام والتقدير من الربان الفرنسي سيدني جافنييه، حيث يقول جافنييه: "صعد الحسني بسرعة تثير الإعجاب، ففي بداياته لم يكن يعرف حتى كيف يرفع الأشرعة بالحبال، وها هو اليوم يصبح أفضل البحّارة المحيطيين في السلطنة". وأضاف جافنييه: "يتسم فهد بالبساطة والتواضع، ولكنه في البحر محارب شرس وبحّار محنّك لا يخشى خوض التحديات، وهو الشخص المناسب لخوض التحدي المقبل في سباق ترانزات جاكوس فابر".
يحمل فهد الحسني في رأسه طموحات كبيرة حيث يقول: "هدفي الأكبر هو الوصول إلى سباقات الفولفو المحيطية، وأحلم كجميع البحّارة أن أخوض سباقات محيطية فردية مثل سباق روت دورم او سباق فيندي جلوب". وهذه الطموحات هي ما يشعل روحه بالإصرار لخوض التحدي المقبل والتركيز فيه حيث يقول: "في الوقت الراهن سأركز على سباق ترانزات جاكوس فابر، وسيكون فرصة كبيرة لي للتعلم وتعزيز رصيدي من الخبرة والمهارة".