استطلاع: توقع خسارة الأحزاب المطالبة باستقلال كاتالونيا لأغلبيتها

برشلونة ـ وكالات: قالت الشرطة البلدية في برشلونة ان نحو 300 الف شخص تظاهروا أمس الاحد في المدينة من اجل وحدة مملكة اسبانيا وذلك بعد يومين من اعلان برلمان كاتالونيا استقلال "جمهورية كاتالونيا". من جهتها قدرت منظمات "المجتمع المدني الكاتالاني" التي نظمت التظاهرة تحت شعار "كلنا كاتالونيا"، عدد المشاركين بنحو 1,1 مليون شخص. من ناحيته دعا رئيس كتالونيا المُقال كارلس بوتشيمون إلى "معارضة ديمقراطية" وسلمية لحكم مدريد المباشر للإقليم بعد إعلان استقلاله من جانب واحد عن إسبانيا. واتهم بوتشيمون مدريد "بالتعدي المتعمد" على إرادة الكتالونيين. وأقال رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي زعيم الإقليم وتولى إدارة الإقليم الذي كان يتمتع بحكم ذاتي ودعا لإجراء انتخابات جديدة بعد أن أعلن البرلمان استقلالا من جانب واحد للإقليم عن إسبانيا. من ناحيته قال السفير الاسباني بباريس أمس الاحد انه بامكان رئيس كاتالونيا كارليس بوتشيمون الذي اقالته سلطات مدريد ان يترشح للانتخابات المحلية التي قررت الحكومة الاسبانية الدعوة لها في 21 ديسمبر طالما ان القضاء لم يقرر ما يخالف ذلك. وصرح فرناندو كارديريرا لاذاعة اوروبا 1 "نشجع الجميع على المشاركة والسيد بوتشيمون مدعو للترشح. نعم يمكنه الترشح". وردا على سؤال بشأن الملاحقة القضائية بتهمة "العصيان" التي ستطلقها مدريد الاسبوع القادم ضد بوتشيمون، قال السفير "القضاة هم من يقررون ان كان خارجا عن القانون ام لا. وحاليا يمكنه التقدم للانتخابات".
ودعت حكومة مدريد الى انتخابات في اقليم كاتالونيا في 21 ديسمبر اثر قرارها اقالة حكومة كاتالونيا. واعتبر السفير انه اذا "اعتقدوا (الكاتالونيون) انهم يعيشون خارج اسبانيا فهم يعيشون في بلد خيالي" مضيفا "ليس هناك اي تأثير لهذا الاعلان للاستقلال من جانب واحد" الذي اصدره برلمان كاتالونيا الجمعة. وتابع انه "لا يعتقد ان هناك انشقاقا في الشرطة ولا بين الموظفين فهم ادوا يمين الولاء". واعتبر ان بوتشيمون "يمكن ان يدعو الى نوع من المقاومة، ولا اعتقد انه سيلقى تجاوبا". من جهة اخرى أظهر استطلاع نشرت نتائجه امس الأحد أن الأحزاب المطالبة باستقلال إقليم كاتالونيا الإسباني من المتوقع أن تخسر أغلبيتها في البرلمان في الانتخابات لكن تقارب أعداد الأصوات بين الجانبين ينذر بحملة صعبة في الانتخابات المقررة في ديسمبر القادم . وأجري الاستطلاع في الفترة من يوم الاثنين الماضي حتى يوم الخميس في الوقت الذي كانت الحكومة المركزية الإسبانية تستعد للسيطرة على الإقليم الذي أعلن استقلاله من جانب واحد يوم الجمعة. وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي شمل نحو ألف مشارك وأجرته مؤسسة سيجما دوس ونشرت نتائجه في صحيفة الموندو المناهضة لاستقلال كاتالونيا أن الأحزاب المؤيدة لاستقلال الإقليم من المتوقع أن تحصل على 42.5 في المئة من الأصوات مقابل 43.4 بالمئة من الأصوات للأحزاب المناهضة للاستقلال. على صعيد اخر قال وزير الهجرة البلجيكي إن منح زعيم كاتالونيا المقال كارلس بوتشيمون اللجوء السياسي في بلجيكا "ليس بعيدا عن الواقع" إذا طلب ذلك مؤكدا موقف بلاده المخالف للرأي السائد في الخلاف الذي تعيشه إسبانيا. وبدأت المحكمة الدستورية الإسبانية كذلك مراجعة استفتاء كتالونيا على الاستقلال ليقرر ممثلو الادعاء ما إذا كان يعتبر تمردا. ولم ترد أي إشارة على نية بوتشيمون الذهاب إلى بلجيكا لكن أسبانيا واحدة من بضع دول في الاتحاد الأوروبي تسمح لمواطني دول أخرى في التكتل بطلب اللجوء فيها. وقال وزير الهجرة البلجيكي ثيو فرانكين لقناة (في.تي.إم) "إنه أمر ليس بعيدا عن الواقع نظرا للظروف". وأضاف فرانكين وهو عضو في الحزب القومي الفلامنكي "إنهم يتحدثون بالفعل عن حكم بالسجن. السؤال هو إلى أي مدى سيلقى محاكمة عادلة". وأشار إلى أنه سيكون من الصعب على إسبانيا ترحيل بوتشيمون في هذه الحالة. وفي حين التزم أغلب زعماء أوروبا الصمت وامتنعوا عن التعليق على الأزمة الإسبانية قائلين إنها شأن داخلي وإن الدستور يجب أن يحترم دعا رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل إلى الحوار بين مدريد وبرشلونة.