فيما يعتزم برزاني تسليم سلطاته أول نوفمبر

بغداد ـ وكالات: قال رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول الركن عثمان الغانمي أمس الأحد إن القوات العراقية تنتظر رد سلطات إقليم كردستان بشأن ما طرح في الاجتماع الذي عقد أمس الاول بين مسؤولين من بغداد وأربيل في الموصل. وقال في تصريح تلفزيوني نقلته الوكالة الوطنية العراقية للأنباء (نينا) إن "الاجتماع الأمني مع وفد إقليم كردستان تناول محورين الأول، الحدود الإدارية للمحافظات لعام 2003 والعودة إليها"، وبموجبه تطلب القوات العراقية الانتشار في المناطق التي كانت تسيطر عليها عام 2003، "والمحور الآخر الحدود الدولية" وإعادة انتشار القوات العراقية على المنافذ الحدودية. وأوضح الغانمي أن "الجانبين اتفقا على بعض النقاط، فيما لم يتم البت ببعض النقاط الأخرى" بانتظار التشاور مع قادة كردستان. وعقد السبت اجتماع مغلق بين قيادات عسكرية عراقية وممثلين عن ‏قوات البيشمركة في مقر قيادة عمليات نينوى، مثل بغداد فيه الغانمي وقائد عمليات نينوى اللواء نجم ‏الجبوري، فيما مثل قوات البيشمركة قائد قوات الزيرفاني (قوات النخبة في البيشمركة) عزيز ويسي وآمر اللواء 70 في البيشمركة شيخ جعفر ‏شيخ مصطفى ووزير داخلية الإقليم كريم سنجاري. وأعلن رئيس أركان الجيش العراقي، عثمان الغانمي في نهاية الاجتماع أنه تم تناول عودة القوات الكردية إلى حدود عام 2003 وتسليم المنافذ الحدودية للقوات الاتحادية. وأضاف الغانمي أنه تم الاتفاق على العديد من النقاط، لكن قادة البيشمركة لم يعطوا موافقة نهائية لحين الرجوع إلى رئاسة الإقليم، ومن ثم إبلاغ القوات العراقية بالموقف النهائي. من جهته، لم يدل الوفد الكردي بأي تصريح لوسائل الإعلام عقب الاجتماع، علما أن الوفد شمل الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور ووزير داخلية الإقليم كريم سنجاري بالوكالة عن وزير البيشمركة، وقائد عمليات محور مخمور سيروان بارزانيال. على صعيد اخر قال مسؤول كردي إن مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العراق لن يمدد فترة رئاسته بعد أول نوفمبر. جاء القرار بعد أسابيع من استفتاء على استقلال الإقليم مما أثار أزمة لأكراد العراق الذين تمتعوا بفترة حكم ذاتي لم يسبق لها مثيل. وقال المسؤول لرويترز إن خطة لتوزيع سلطات الرئيس بعثها برزاني في رسالة لبرلمان كردستان. وتدعو الخطة البرلمان إلى توزيع سلطات الرئيس على الحكومة والبرلمان والسلطة القضائية. وتنتهي فترة ولاية برزاني بعد أربعة أيام وهو نفس الموعد الذي كان مقررا لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. لكن تلك الانتخابات تأجلت إلى أجل غير مسمى وسط تصاعد الأزمة في الإقليم. ويقول منتقدون إن الاستفتاء على الاستقلال، الذي أجري في 25 سبتمبر وقاده برزاني (71 عاما)، ترك مستقبلا قاتما لأكراد العراق. وبعد أقل من أربعة أسابيع على تصويت أكراد الإقليم بأغلبية ساحقة على الانفصال عن العراق شنت الحكومة المركزية حملة عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة كركوك الغنية بالنفط التي يراها الأكراد قلب وطنهم كما أنها تمثل مصدرا رئيسيا لعائدات دولتهم المستقلة التي يطمحون إليها. جاء ذلك ضمن إجراءات انتقامية اتخذتها بغداد التي عارضت بشدة الاستفتاء. وفي غضون أيام حولت الحكومة العراقية ميزان القوى في شمال العراق ومارست ضغطا هائلا على برزاني للتنحي وأطاحت بأحلام الاستقلال التي تراود الأكراد منذ عشرات السنين. وواصلت القوات العراقية تقدمها في الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد خارج حدود الإقليم شبه المستقل.