[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
كلهم قالوا في الجيش القوي، من بسمارك إلى لينين الى عبد الناصر إلى هتلر إلى ستالين وغيرهم الكثير ... انشئت الجيوش القوية من اجل اوطان، وبعضها من اجل الحاكم وبقائه في السلطة ..
مفهوم هذا الجيش لا بد ان تعني عند كل طرف مفهوما معينا، ابرزها تلك العقائدية التي يقف وراءها حزب يسعى لان يكون حاضرا في الجيش بكل ثقل مفاهيمه. كان ذلك في الاتحاد السوفياتي، وفي الجيش الهتلري، وحاول الحزبان البعثيان في كل من سوريا والعراق غرس مفاهيمهما العقائدية في الجيشين العراقي والسوري.
كان مفهوم الجيش القوي متعددا، منهم من يراه في السلاح ونوعيته، ومنهم من يضيف عليه عقائديته .. خلال الحرب العالمية الثانية مثلا ، كان هتلر قد اسس جيشا بسلاح متمايز في تلك الأيام فاجأ العالم، وحين اجتاح اوروبا كان مؤمنا بأن جيشه لا يعاند، وقد حقق بعضا من اهدافه في اكثر من مكان .. لكن اكثر من وقف في وجهه كان الجيش الروسي الذي وصل به المطاف إلى ان صانعي الدبابات آنذاك هم من كانوا يقودونها إلى الحرب مباشرة بعد تصنيعها، لم يكن هنالك وقت لتنمية النفوس عقائديا، كان الدفاع عن الوطن الآم كما كان يقول ستالين هو الأساس.
ثم ان مفهوم هذا الجيش ايضا نراه متراجعا رغم الدعاية التي حظي بها الجيش العراقي ابان حكم صدام حسين من انه رابع جيش في العالم، حين اجتاحت القوات الأميركية العراق تبين ان الجيش العراقي اختفى اثناء تمدد القوات الاميركية لأسباب، ولم تظهر علامات قوة لهذا الجيش كما كان الحديث عنه او كما كان وصفه .. فيما نرى اليوم جيشا عراقيا مركبا، يتمتع بمواصفات الجيوش المتخصصة لحروب ذات طبيعة خاصة .. وهو ما نراه ايضا في الجيش العربي السوري الذي يقدم اليوم عرضا رائعا لنوعية من الحروب المتخصصة ايضا، وهي حروب ما كان له ان يخوضها بتلك الطرق الحديثة والماهرة لولا الخبرة والتجربة والعقائدية .. قد يكون مفيدا القول ان اطالة الحرب عكست نتائجها، ففي مطالعها كان الانفلات الارهابي يكاد ان يكون على مستوى سوريا كلها، اما بعده وفي الحين الذي اكتشف الجيش اسرار قتال الإرهابيين، اخترع الطرق الملائمة للمواجهة .. وحده هذا الجيش من يمكن ان نطلق عليه الجيش القوي الذي صنع خبراته في الميدان ومن خلال دماء شهدائه.
لا شك ان الجيشين الاميركي والروسي يعتبران الأقوى في العالم، ولكل منهما تفاصيله الخاصة في معنى قوته .. وهذه القوة هي السر الذي يتمتع به كل منهما .. لكن الأساس لديهما، هو السلاح وانواعه، المجرب منه والذي لم يجرب، ذاك الذي تم اكتشاف قدراته في اجساد الناس، أو الآخر الذي سيطلق في أوانه وبأجساد الناس ايضا .. معظم حروب اسرائيل ومعاركها وحتى ضرباتها المفاجئة، يكمن وراءها اكتشاف سلاحها الجديد ومدى نوعيته الحقيقية حين يتم اطلاقه في الميدان.
ومن مفاهيم الجيش القوي ايضا، ما يخفيه من سلاح متطور بعيدا عن الاستعمال الا في توقيت معين .. وهذا ما يندرج على حزب الله مثلا ، الذي يخفي ماعنده من سلاح، وان كان يلوح بقدراته دون ان يضعه امام الطرف المعادي او يعلنه على الملأ، فيخيف العدو ويجعله امام احراج دائم في تصور هذا السلاح دون الامساك بنوعيته والحصول على تفاصيله.