يترجم تسلم السلطنة الجزء الأول من أرشيف الأمم المتحدة مدى الدعم الذي قدمته السلطنة لجهود صون ذاكرة العالم والحفاظ على تراثه السمعي والبصري من الاندثار إذ يعد هذا التسليم بمثابة تثمين من الأمم المتحدة للدعم الذي قدمته السلطنة لهذا المشروع.
فانطلاقا من إيمان السلطنة بأهمية التراث بكافة أشكاله باعتبار أن الحفاظ على التاريخ واستذكاره هو أهم خطوات فهم الحاضر والانطلاق نحو بناء المستقبل .. حرصت السلطنة على تقديم كافة أشكال الدعم للأمم المتحدة لتنفيذ مشروعها الطموح الرامي إلى رقمنة المواد السمعية والبصرية التي أنتجتها المنظمة الدولية طوال تاريخها.
فأرشيف الأمم المتحدة السمعي والبصري هو الذاكرة المؤسسية للمنظمة فيما يتعلق بالمحتوى السمعي والبصري. كونه يحتوي على اجتماعات مجلس الأمن والجمعية العامة والفعاليات الخاصة والمؤتمرات الصحفية منذ أربعينيات القرن الماضي. .. لتصبح هذه المواد متاحة للجميع ومحفوظة للأجيال المقبلة.
وتتعاظم أهمية هذا المشروع في أنه يزيل الخطر المحدق بهذا التراث حيث إن التسجيلات الصوتية والصور المتحركة يمكن تدميرها عمدا أو فقدها بصورة لا رجعة فيها نتيجة للإهمال والتدهور والتقادم التكنولوجي.
ومثلما أفادت السلطنة العالم عبر هذا الدعم السخي الذي قدمته لمشروع حفظ التراث السمعي والبصري للأمم المتحدة فإنها أيضا استفادت من حصولها على نسخة من هذا الأرشيف والتي ستكون محفوظة بفضل السياسة الوطنية الحريصة على التراث العالمي كما استفادت السلطنة أيضا بفضل التعاون المشترك الذي شهد تدريب عدد من الكوادر الوطنية على رقمنة الوثائق الأمر الذي يؤهل السلطنة لتكون رائدة في حفظ التراث المحلي والعالمي.

المحرر