[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/06/k.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]خلفان المبسلي[/author]
يقال: إنّ فصل الربيع هو خصب الطبيعة حيث تتفتح الزهور وتزهو الأجواء، والشباب هم الربيع الذي يرسم إشراقة الحياة وبلسمها، وهم الذين يحملون على عاتقهم الآمال لمستقبل الأوطان فهم زمن الخصب في حياة البشرية، بل هم الأرض المنتجة لبناء الآمال، فلا يختلف اثنان ولا يتنازعان على أن لشبابنا دورا كبيرا في بناء المجتمع وتنميته، فهم الركيزة التي قامت عليها الأمم والحضارات لما يمتلكون من طاقة هائلة في تحريك المجتمعات وصقل مهاراتها، فلا تعني مرحلة الشباب زمنا من أزمنة الحياة العابرة فحسب، بل هي شعور وإحساس في نفوس كل منهم حين يدركون بأنهم يتسلحون بقدر كبير من العزيمة، فتختزن فوق أدمغتهم أفكارا من الإبداع والخيال يطيرون بها للنهوض بأوطانهم حيث الواقع الذي يتحول إلى بناء الإنسان والأوطان بهمة ونشاط، فالشباب ثروة الأوطان تكمن في صفاء بصائرهم وهمة عزائمهم نحو التجديد والتطوير.
لقد أسهم شبابنا العماني في بناء عمان في مختلف جوانبها وسعوا للنهوض بالوطن فعززوا المشاركة في العمليات الانتخابية فباتت أصوات الشباب حاسمة ومنافسة لمن يمثلهم ونهضوا بقضايا الرأي العام التي تعمل على تطوير الأوطان ومواكبة التطورات الراهنة وبذلوا جهوداً مضنية للانخراط في العمليات التطوعية في مؤسسات المجتمع المحلي واجتهدوا في النقلة النوعية لمختلف البرامج الإلكترونية وتوظيفها في ممارساتهم الحياتية والعملية والمشاريع الخدماتية كما نجحوا في تنظيم المؤتمرات والندوات وحلقات العمل وبرامج التنمية الذاتية وبرز كثير من الشباب العماني في هذه الأدوار وحافظوا على البطولات الدولية لبرامج الأدب والشعراء والإلقاء وفن الخطابة كما تميزوا في مختلف الجوانب الإبداعية في الرسم والفنون والتمثيل وفازوا بجوائز عالمية لكثير من المؤسسات المتألقة التي رفعت اسم عمان عالياً خفاقاً في الميادين.
إن للشباب العماني أدواراً رائدة في تعزيز الجوانب الصحية والاجتماعية والثقافية من خلال تعزيز المبادرات العالمية والتعريف بالموروث الثقافي العماني المتنوع وتبادل الثقافات واحترامها بين الشعوب والتعايش السلمي فيما بين المجتمعات على أساس الحفاظ على الهوية الوطنية ووحدتها وتماسكها بعيداً عن الطائفية المنبوذة.
إن من يسجل الشواهد العمانية المتألقة في مختلف المجالات لا يتمكن من إحصاء إنجازاتها التي سابقت الزمن وصانت منجزات الوطن فأصبحت خير شاهد على استمرارية التألق والبقاء على نهج الإجادة خصوصا وأن الشباب هم أول من يقدم نفسه ويبادر للتطوير والإبداع والابتكار وتحويل الأفكار إلى واقع ملموس يعمل على الاستفادة من الأفكار وصهرها في المجتمع.
إن يوم السادس والعشرين من أكتوبر من كل عام المصادف ليوم الشباب العماني لفرصة سانحة أن يجدد الشباب العماني العهد على المثابرة والاجتهاد ومواصلة المسيرة الداعمة للعلم والتطوير والعطاء تفاعلا مع هذه المناسبة الوطنية واحتفاء بأبناء وشباب عمان البررة الذين ضحوا لأجل النهوض بأوطانهم وسطروا أبرز الإنجازات بماء الذهب لجدير بهم التكريم والاستحقاق فطوبى لهم في يومهم الوطني ولا يسعنا إلا أن نبادر بتهنئتهم وتقديرهم وكل عام وشبابنا العماني يتحلى بصفات المبادئ والقيم ويتجمل بتاج الأدب والخلق.


[email protected]