بغداد ـ وكالات:
سيطر الجيش العراقي امس على معبر حدودي رئيسي مع تركيا في منطقة كردستان العراق بعد أسابيع من التوتر بين بغداد واربيل، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء التركي. وقال بن علي يلدريم لحزبه الحاكم خلال اجتماع في أنقرة بث عبر التلفزيون إنه "تم تسليم (المعبر) إلى الحكومة المركزية" في العراق. وأضاف أن المسؤولين العراقيين والأتراك سيتولون السيطرة على جانبي الحدود. وأفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن القوات العراقية انتشرت على معبر ابراهيم الخليل إلى جانب القوات التركية التي أجرت تدريبات عسكرية مشتركة معها خلال الأسابيع الأخيرة. وسترفع القوات التابعة لبغداد العلم العراقي وستنزل علم حكومة إقليم كردستان التي كانت تسيطر على المعبر حتى الآن، وفقا للوكالة.

وأضافت أن المعبر أٌغلق خلال عملية التسليم ما تسبب بتشكل طوابير طويلة. ولم تصدر أي تقارير عن وقوع اشتباكات خلال العملية. ويعيش الإقليم الكردي حالة من العزلة منذ اجرائه استفتاء غير ملزم على الاستقلال في 25 سبتمير عارضته بغداد وايران وتركيا وحتى حلفاء الأكراد في الغرب. وردت تركيا التي عززت علاقاتها التجارية مع حكومة إقليم كردستان خلال السنوات الأخيرة بغضب على الاستفتاء اثر مخاوفها من أن يغذي التحرك النزعة الانفصالية في أوساط الأقلية الكردية لديها. من جهة اخرى أكد الجيش العراقي امس أن رئيس أركان الجيش عثمان الغانمي يقوم بزيارة ميدانية لمعبر فيشخابور‬ ومعبر إبراهيم الخليل “لإكمال تنفيذ قرارات الحكومة الاتحادية بإدارة‬ المنافذ اتحاديا.‬

وذكرت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة أن “الفريق‬ الفني العسكري برئاسة رئيس أركان الجيش العراقي يجري زيارة ميدانية إلى‬ معبر فيشخابور ومعبر إبراهيم الخليل للاطلاع ميدانيا على الوضع وتحديد‬ المتطلبات العسكرية والأمنية لإكمال تنفيد قرارات الحكومة الاتحادية في‬ مسك الحدود الدولية وإدارة المنافذ اتحاديا والانتشار الكامل للقوات‬ الاتحادية في جميع المناطق التي امتد إليها الإقليم (كردستان) بعد عام‬ ‫2003. وأفادت وكالة "الأناضول" التركية بأن قوات تركية وعراقية اجتازت معبر "خابور" التركي الحدودي، لتصل إلى معبر "إبراهيم الخليل" الذي أشارت تقارير متواترة إلى أن القوات الاتحادية العراقية سيطرت عليه من قوات إقليم كردستان. وذكرت "الأناضول" أن مدرعات تقل جنودا أتراكا وعراقيين توجهت إلى المعبر المذكور وسط صافرات الإنذار، مضيفة أن هذه القوات كانت تشارك في المناورات العسكرية المشتركة المستمرة في ولاية شرناق التركية بين الجانبين. وانطلقت المناورات التركية في سبتمبر الماضي، على بُعد ثلاثة كيلومترات من معبر خابور، وانضمت إليها لاحقا وحدات تابعة للقوات المسلحة العراقية.

من جانبها، نفت مديرية الجمارك العامة في إقليم كردستان اليوم سيطرة القوات العراقية على معبر إبراهيم الخليل الحدودي الرابط بين الإقليم وتركيا. ونقلت شبكة "رووداو" الإعلامية الكردية عن مدير الجمارك العامة في الإقليم سامال عبدالرحمن القول :"حتى الآن لم تصل أي قوة عراقية إلى معبر إبراهيم الخليل الحدودي ... والحركة في المعبر الحدودي طبيعية على غرار الأيام الماضية". من جهة اخرى أكد أوميد خوشناو رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان إقليم كردستان العراق امس أن السلطات الثلاث ستمارس صلاحيات رئيس الإقليم التي وزعت بحسب القانون عليها، اعتبارا من اليوم الاربعاء، مشيرا إلى أن الانتخابات العامة ستجرى بعد ثمانية أشهر. كان مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان ، الذي تنتهي ولايته اليوم، رفض تمديد مدة ولايته في رسالة وجهها إلى برلمان الإقليم، وتم توزيع صلاحياته بقانون على السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية.

وقال اوميد خوشناو لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "بالنظر لانتهاء ولاية الرئيس بارزاني اليوم، واستنادا إلى القانون الخاص بتوزيع صلاحياته ، الذي صادق عليه البرلمان، وتم التوقيع عليه من قبل رئاسة البرلمان، فإن القانون سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من يوم غد وستمارس السلطات الثلاث الصلاحيات التي منحت لها بموجب ذلك القانون". وعن الانتخابات العامة أكد رئيس كتلة الديمقراطي الكردستاني أنه "بحسب القانون الخاص بتمديد عمر البرلمان الذي صدر قبل أيام، فإن الانتخابات ستجرى بعد فصلين تشريعيين ما يعني ثمانية أشهر، اعتبارا من انتهاء الولاية الحالية للبرلمان والذي يصادف غدا الأول من شهر نوفمبر".