[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
”لن نقبل بعد اليوم أيها الأحبة سوى لغة المقاومة والسلاح. لن نقبل بعد اليوم بالمساومات، حتى لو انتقصوا شبرا واحدا من أرضنا الفلسطينية الخالدة, حتى ولا فترا من مياهنا الإقليمية... ففلسطين لا تقبل القسمة.. كانت, وهي , وستظل لأبنائها جيلا بعد جيل. ليس غريبا أيها الأحبة الشهداء التسعة ويا كل شهداء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية , يا من امتشقتم فلسطين هوية وقضية, ”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا شهداءنا التسعة، أيها الشامخون أبدا في حياتكم واستشهادكم وأرضكم ,أحياءً وشهداء .. كنتم وظللتم فلسطينيين عربا، تسعوْن من أجل الحرية, عشتم وضحيتم بأرواحكم فداءً للوطن الفلسطيني الأبي الخالد, العصي على الأعداء ماضيا .. حاضرا .. ومستقبلا, يا من شممتم رائحة تراب الوطن الجميل في الحياة والموت, احتضنتكم ذرات ترابه كي تسيروا في نسغ حروفها، تماما كما حملتم وطننا الفلسطيني البهي، مقاومةً حية تسري في شرايين سواعدكم , هذه التي لم يجرؤ العدو على مواجهتها, فقصفكم بكل خسة وغدر كما كل جبان رعديد يخشى المواجهة.
يا من سرتم في جبال الشوك والشوق، تزرعون ندى أغاني وأهازيج فلسطين الحنونة, لتكتبوا صفحةً أخرى في كتاب الوطن الفلسطيني المكلل بالفخر. تزرعون نرجسا وشقائق نعمان وسنابل تؤرخ لميلاد زمنٍ جميل .. سيأتي ذات فجر محملاً بالانتصار والتحرير, شاء هذا العدو أم أبى، وهو المكلل دوما بالعار, حتى لو هيئ له أنه انتصر, كونه يدرك أن قاعدته في الأرض الفلسطينية لم , ولن تكون ثابتةً في يوم من الأيام. أيها الأحبة الذين يزرعون فينا أملا متجددا وعطاءً بطعم الأرض, حتى في لحظة مضيهم نحو الخلود... كنتم الأقوى ... من كل الحقد الصهيوني, ليس على الأرض والإنسان والمولود الفلسطيني فحسب, ولكن على الياسمين الفلسطيني ... على الزيتون.. والفل والسنديان... ورائحة البحرالمالح... وعبَق قهوتنا في صباحات قرانا وعلى كل من وما هو فلسطيني.. حقدٌ كريه بطعم ولون الأعداء المغمس بالدم والمراباة , والخسة والغدر والنذالة , حقد على زهر عبّاد الشمس الفلسطيني.
أيها الأحبة .. الذين مضوا إلى الرحم الفلسطيني المليء خضرةً , لتؤكدوا الولادة الفلسطينية في كل لحظة. الولادة المقترنة بالأمل .. الولادة, التي غصت وتغص قادتهم... لم يبتلعكم البحر... ولم تغمر مياهه غزة... ولن تغرَق غزة... ألم تسمعوا نتنياهو وهو يخشى على دولته أن لا تبلغ ذكراها المئة... رغم أنها مزنرة بكل أنواع أسلحة التدمير الشامل؟ أسأل بالله عليكم، من الأقوى؟ طفلُ فلسطيني يحمل غصن الأمل بالتحرير, وجذوره راسخة في الأرض .. أم إرهابي عنصري قاتل يلتحف قنبلة نووية، وتلفظهُ أرضنا لأنه كان , وهو ، وسيظل غريبا عنها؟ .
لن نقبل بعد اليوم أيها الأحبة سوى لغة المقاومة والسلاح. لن نقبل بعد اليوم بالمساومات، حتى لو انتقصوا شبرا واحدا من أرضنا الفسطينية الخالدة, حتى ولا فترا من مياهنا الإقليمية... ففلسطين لا تقبل القسمة.. كانت, وهي , وستظل لأبنائها جيلا بعد جيل.

ليس غريبا أيها الأحبة الشهداء التسعة ويا كل شهداء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية, يا من امتشقتم فلسطين هوية وقضية, يا من غلبتم كل حبة ترابٍ فيها على أحلامكم الإنسانية المشروعة في الحياة, والحب, وولادة الأبناء والأحفاد... أدركتم منذ زمن، أن الانتماء إلى فلسطين هو تضحية من أجل تحريرها من الدنس والرجس الصهيوني. ليس غريبا أيها الأحبة أن يأتي استهدافكم في الذكرى الثانية والستين لمجزرة كفر قاسم, وهي مجزرة من عشرات اقترفها هذا الجزار الصهيوني. لم يكن شكسبير فلسطينيا, ولم تكن إسرائيل موجودة عندما صور العشق اليهودي لشرب الدماء. القرابين البشرية من دماء المسلمين والمسيحيين كانت دوما الماء الذي تعجن فيه فطيرة الأعياد اليهودية! وتستغربون أيها الأحبة أن يستهدفكم العدو... نعدكم، أن دماءكم لن تذهب هدرا.