بتناغم" سيف العامري.. الحديث الفني لأمكنة تقترب من صمت الأرض وفجائعها يبدأ "أشرعة" عدده المتجدد اليوم، متابعة يقدمها الزميل خميس السلطي للمعرض الفني التشكيلي "تناغم" للفنان سيف العامري الذي ضم 48 عملا فنيا في مجال فن الجرافيك (الطباعة اليدوية)، يحمل بصمة فنية مملوءة بالاشتغال والتجريب والاحترافية التي تميزت برسائلها وأسرارها وتوظيفها لمفردات تراثية عربية وإسلامية وأخرى لها أبعاد ورسائل إنسانية راقية، جاذبة لذهن المتلقي لسبر أغوارها وفك رموزها، في حالة فنية متجددة تزرع في النفس الكثير من التناغم والانسجام مع الألوان والأفكار والمعاني التي تشربتها أعمال العامري..هنا يأتي العمل الفني الجرافيكي معتمدا على المساحات المتواصلة بين الأبيض والأسود مرورا باللون، حيث التفاصيل الدقيقة كالتأثيرات والملامس المصاحبة في لوحة الحفر مما تعطي العمل الفني شكلا وبُعدا جميلا، حيث إن التجربة الفنية الحاضرة والمتجذرة في صور عميقة في المعرض الشخصي "تناغم" هي انعكاس لتجربة العامري التي تأسست في الثمانينيات فهو من الحفارين الفنيين القلائل في مجال الطباعة اليدوية فقد استطاع بكل صبر وتحمل أن يحافظ على نطاقه الفني باقتدار.
وبعد عرضه في العدد الماضي لرواية العبور الأخير للروائية بدرية البدرية يعود الكاتب العراقي مقداد مسعود مجددا بقراءة ورؤية متميزة بعنوان "الاستقواء بالحذف والإظهار .. في رواية "التي تعد السلالم" لهدى حمد حيث يشير الكاتب إلى ان الرواية تتموضع بين قوسين زمنيين ومكان ثابت راسخ مستقر هو البيت في وطن ٍ مطمئن آمن ٍ. ، كل قوس ٍ مُعَلم بعلامتي: الاسم والجغرافيا : دراشين السيريلانكية – فانيش الإثيوبية. وبعد صفحات تنكشف هويتهما الطبقية الواحدة: وفق مفهمومات الحداثة كلتاهما تنتسبان للعمالة الأجنبية. وكلتاهما وفق التراتبية الاقتصادية تنتسبان لحثالة البروليتاريا ..ما بين القوسين وفق مشروع قراءتي المنتجة، أطلق عليه الخلية السردية الموقوتة.
وفي حوار العدد يحاور الزميل وحيد تاجا الروائي السوري عبدالكريم ناصيف الذي يؤكد أنه يؤمن بأن الواقع أغنى من الخيال، لهذا لا حاجة بالكاتب لأن يعمل خياله لكي يصطنع عالما يكتب عنه أو "يفبرك" أجواء وأحداث وشخصيا، حسبه أن ينظر إلى الواقع ويغرف منه" ـ كما يقولـ ، وعن رؤيته للواقع المعاش والمتخيل يقول الفرق بين الواقع المعاش والواقع المكتوب هو الفرق بين الراهن والذاكرة، بين اليومي والدائم، الزائل والخالد. وحول إغراق بعض رواياته بالغموض والرموز قال: أنا لست مع الغموض والإبهام، فالروائي العربي يتعامل مع فن الممكن. ولو كان بإمكاننا أن نكتب بوضوح أكبر لكتبنا.
اما الكاتب عبدالله الشعيبي فيقدم مقاله الجديد حول "ذاكرة المكان .. الوظيفة الاجتماعية وحتمية التغير" حيث يقول عندما يأتي ذكر المكان في الرصد الكتابي، فإن السمة الغالبة هي الوصف الذي لا يكاد يتجاوز الصورة الفوتوغرافية التي تفتح العين على رصد الزمن المرتبط بها لحظة قبضها، غير أن القبض في حالة الكتابة هو اللغة، في حين أن الرصد البصري الفوتوغرافي هو الصورة، وفي المعطى العام تبقى تلك الصورة جامدة إلى حد بعيد، ولكن يحسب لها أنها جزء من ذاكرة يسهل وصفها من واقع ما بدت عليه، لتبقى جامدة في الزمن، ومستعصية على التحليل والتأويلين المرتبطين بها.
في هذه الزاوية يحاول الكاتب عبدالله الشعيبي مقاربة ما يستكن وراء فكرة المكان، ابتداء من التفاصيل العامة، مرورا بما بينهما، وصولا إلى ما تقدمه تلك التفاصيل في تراكمها التاريخي، وأبعاد بعض التحولات، حيث يقول "لن أدعي الإحاطة بما تحمله المؤشرات، بل سأقاربها، لعل هناك من سيكمل النواقص ويسد الثغرات".
كما نقدم في أشرعة أيضا ترجمة للكاتب حمود العامري بعنوان "بيت الأشباح" لفرجينيا وولف ، وفي الجانب السينمائي يقدم لنا الزميل إيهاب حمدي من القاهرة قراته في فيلم "رجل نبيل" من اخراج وتأليف "راج نديمور و " كريشنا دي.كيه " وهو يندرج تحت نوعية أفلام الكوميديا و الحركة والرومانسية.

المحرر