* حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!
أجمع العلماء على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجاءت النصوص الكثيرة؛ آمرة للمؤمنين عامَّة، وللفئة المجاهدة المنصورة خاصة، بالقيام بهذا العمل الكبير، وتحمُّل أعبائه وتبعاته.
الأدلة من القرآن الكريم:
قال تعالى: "لَيسُوا سَوَاءً مِن أهلِ الكِتابِ أُمّةٌ قائمةٌ يَتلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ الليلِ وَهم يَسجُدُونَ * يُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليومِ الآخرِ ويَأمُرُونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَنِ المنكَرِ وَيُسارِعُونَ في الخَيراتِ وأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحين".
جعل الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :من علامات القيام بالواجبات ، ومن علامات الصلاح، فلم يشهد الله تعالى لهم بالصلاح بمجرد الايمان بالله واليوم الآخر، حتى أضاف إليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وقال تعالى:"والمؤمِنُونَ والمؤمِناتُ بَعضُهُم أولياءُ بعضٍ يأمرُونَ بالمعرُوفِ وَينهوَن عَنِ المُنكَرِ ويُقيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤتَونَ الزَّكاةَ ويُطيعُونَ اللهَ وَرَسولَهُ أولئِكَ سَيرحمُهُمُ اللهُ إنَّ اللهَ عَزيزٌ حكيمٌ"
في هذه الآية: جعل الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الاوصاف الخاصة بالمؤمنين.
وجاء ذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في سياق الواجبات كإقامة الصلاة وايتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فهما واجبان بدلالة وحدة السياق.
وقال تعالى:"لَولا يَنهاهُمُ الرَّبَّانيُونَ والاَحبارُ عَن قَولِهِم الاِثمَ وأكلِهِمُ السُّحتَ لَبئسَ ما كَانُوا يَصنعُونَ"، فذمّ الله تعالى ووبَّخ بني اسرائيل لقولهم الاَثم وأكلهم السحت ، وذمّ علماءهم لعدم قيامهم بنهيهم ، وهم عالمون بأنها معاصٍ وذنوب. فالتوبيخ شامل لمرتكب المنكر والساكت عن النهي عنه.
وقال تعالى: "لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُون ".
لعن الله تعالى بني اسرائيل بعصيانهم واعتدائهم ، ثمّ بيّن حالهم: أنهم لم يكن ينهى بعضهم بعضاً، ولا ينتهون أي لا يكفّون عمّا نهوا عنه.
وقد علّل الله تعالى استحقاقهم اللعنة (بتركهم النهي عن المنكر).
فلو لم يكن النهي عن المنكر واجباً لما استحقوا اللعنة بتركهم إيّاه لاَنّ اللعنة تختص بترك الواجب .
ويؤيد الوجوب ما روي عن ابن عباس في تفسير رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للآية، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم):"لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر ، ولتأخذنَّ على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق اطراًأو ليضربنّ الله قلوب بعضكم على بعض ويلعنكم كما لعنهم".
وقال تعالى: "يَا أيُّها الَّذِينَ آمنُوا قُوا أنفُسَكُم وأهلِيكُم نَاراً وقُودُها النَّاسُ والحِجارةُ.. " وقاية الأهل من النار تتم بدعائهم إلى الطاعة وتعليمهم الفرائض ، ونهيهم عن القبائح ، وحثّهم على أفعال الخير.
وقال تعالى:﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾،التواصي بالحق هو كالدعوة إلى الله فرض عين، ربع النجاة التواصي بالحق.
الأدلة من السنة:
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:"من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) :"لا تزال أمتي بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر والتقوى، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلَّط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء"
وقال (عليه أفضل الصلاة والسلام) :"إن الله عزَّ وجل ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له فقيل: وما المؤمن الضعيف الذي لا دين له؟ قال: "الذي لا ينهى عن المنكر."
.. وللموضوع بقية.

اعداد ـ جوخة بنت علي الحارثية
قسم الارشاد النسوي