ما زَالَ لي هُناكَ
حِكمةٌ لكي أعِيشْ
نا زالَ لي
بِقُربِ البابِ زورقٌ
وفي السماءِ
نورسٌ وقمرْ!
أبٌ
وأمٌ حلوةٌ سمراء
تخيطُ لي "كوفية" بيضاءَ
أهلي اللذينَ
يُدمِنونَ " التبغ."
ويعشقونَ البَر
ودارهم
جِدار قشٍ وعرِيش!
ما زالَ طعم الخُبزِ
ساخِناً على فمي
وتمرَةُ الصِيام ِ
والقهوة السوداء في المساء
أنا ابنُ هذا الماء
وابن النوارس الّتي
تؤذّنُ الأذكار في الصباح
لا زلتُ كالعَهدِ القدِيمِ
ابنُ الفقِيرة
الحافي على الرِمال
والدكّة التي بنيتُ فيها
قلعة لأخوتنا الصِغار
أنقياء كانوا
تركتُ آخر المساء
للمساء هنا
خوفي الكثير
ودمعي الكثير
أرمم جرحنا
بملح ساحلنا العتيق

سميرة الخروصية