لنجمتي الصغيرة...

إني بحاجة مقلتيك
فأبصري
تاريخنا مرٌّ
ووجهك سكري
أيامك الأولى تعيدُ
حضانتي
وطفولتي
وتمدُّني
وتحضُّري
وتعيد حقل الياسمين
إلى يدي
وتخضُّرَ الأعشاب
فوق تخضُّري
وتعيد ترتيب الربيع
على تقاسيمي
وفوق خريف وجهي الأسمرِ
وجهي أنا الصحراء..
يا عصفورتي
فتسللي بين الغيوم
وأمطري
وتدفقي
بين الشرايين التي كادت
لعطرك أن تسيل بكوثرِ
ولكدت
لولا الله أن أوحى لها
أن تزهري حول الوريد
وتثمري
يا ألف ألف قصيدة
تندس في
غيم الشتاء
وفي رمال الأبحرِ
ميلاد عينيك الجميلة
يوم ميلادي
ويوم تكوُّني
وتكوُّري
يا طفلتي الخضراء
عصرك زاهرٌ
متحضّرٌ
في عصري المتحجر
شفتاك أغنيتان من
نَفَس الضحى
ويداك
موسيقى
بليلٍ مقمرِ
أنا لست وحدي
من يضيق بعصره
هلَّا مررتِ
على جميع الأعصر
وتأملي
كيف الكتابة
ذبحة فُتحت
على يد دفترٍ أو خنجرِ
وتحذري
من أن تصيدك
نجمةٌ سكرانةٌ
ظنتك وجهَ المرمر
وتفقدي
في كل عصرٍ شاعراً
قد مات مصلوباً
بحفنة أسطرِِ ِ

إبراهيم السوطي