لا يخفى على أي متابع للمشهد الأدبي العماني ما يحظى به نوفمبر من قيمةٍ إبداعية أدبية، حيث أصبح هذا الشهر قبلةً للشعراء والأدباء والفنانين العمانيين، وحتى غير العمانيين، فقد أصبح نوفمبر أشبه بمسرح للفنون يَعرُضُ عليه كل فنانٍ لوحتَه معبراً عن حبه لقائده ووطنه أو أن يكون صاحب هذا العمل عاشقاً لسياسة هذا القائد الحكيم كما هو حال أكثر إخواننا في الخليج والعالم العربي، بل وفي جميع أرجاء العالم، إن حكمة مولانا جلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- انعكست في نفوس جميع هؤلاء المبدعين لتتحول إلى مادة أدبية وفنية رائعة، فتجدهم يترقبون هذا الشهر لإطلاق أعمالهم الأدبية والفنية وإشهارها للجمهور.
إن الأدب الراقي والجميل لا يحيا وسط الحروب والدمار؛ بل هو لصيق السلام والهدوء والاطمئنان، نعم هذا ما استطاع أن يحققه جلالة السلطان قابوس -حفظه الله- ، وليس هذا وحسب، بل أنك تشعر بالحميمية التي تنطلق من هذه الأعمال تجاه هذا "الأب" الذي دائما ما يحنو على أبنائه، إن الإبداع قد تدفعه ظروف كثيرة كالحاجة أو حب الظهور أو المنافسة، ولكن (الحب لا يدفعه إلا الحب)، لذلك هنالك ما يجعل المتلقي يشعر بكمية عالية من الحب في هذه اللوحات الجميلة والمتنوعة ما بين المقروء والمسموع والمرئي، إذاً هي الأحاسيس التي عبر عنها المبدعون، بطرق متنوعة وفنون أدبية شتى، مع التنافس الجميل في التعبير عن الحب.
إن أدب شهر نوفمبر أدب له محدداته الزمانية والمكانية، ولكنه ينتقل معنا طيلة السنة وفي كل الأماكن، فهذه الأعمال تنطلق في هذا الشهر وعلى أرض "سلطنة عمان"، ولكننا نعيش في جمالياتها وأحاسيسها على مر الأزمان وفي كل الأماكن، فكم من قصيدة جميلة أو أغنية وطنية جاءت في سنة من السنوات مع نوفمبر مضى ولم ينته بها الزمان ولا المكان، كقصيدة الشاعرين/ "حمود العيسري" و"بخيت الحمر" التي لا تزال تنتقل معنا في كل عام:
تزهو بك الأعوام عاماً بعد عام
قابوس يا قلباً على هذا الوطن
فهذه القصيدة الوطنية من روائع أدب 18 نوفمبر، حيث انطلقت منذ عشر سنين سنة 2007م ولازالت في كل أرجاء السلطنة تصدح في 2017م، وهنالك الكثير من الأمثلة ولكن جاءت الإشارة لهذه القصيدة لأنها من أبرز الأعمال الوطنية وأجملها مع انضمام اللحن الجميل والأداء الرائع.

عبدالله البلال المخيني