الانضباطية في سوق الموالح المركزي

يعد سوق الموالح المركزي واحدًا من أهم الأسواق للخضار والفاكهة، ونحمد الله على أنه لم يشمل اللحوم والأسماك وإلا تحول هذا السوق إلى ساحة للتعارك والصراخ والمخلفات، وذلك بسبب ما يشهده هذا السوق من ازدحام في الأيام العادية، فما بالك بأيام المناسبات ومنها مثلًا قبل حلول شهر رمضان المبارك بيومٍ واحد فقط كان الازدحام قد ارتقى للشارع العام، وهي نفس الحالة والموال في الأيام التي تسبق الأعياد، ومع تباشير نزول الرواتب نجد نفس الازدحام تقريبًا أو أقل عنه بالشيء البسيط. وهذا شيء طبيعي لأننا ممكن نشبه ذلك السوق بأنه السوق المرجعي رغم تعودنا دائمًا أن نسمع المستشفى المرجعي، إلا أننا نطبق نفس المقولة على سوق الموالح بأنه السوق المرجعي حيث الكل يقصده بشكل مباشر لأسباب عديدة سواء في الأسعار التي تكون عادة مناسبة أو لتواجد كل شيء في مكان واحد، وما يعيب على هذا السوق هو سوء التنظيم الداخلي ونحن جزء من عدم الانضباطية في ذلك، والجزء الآخر وهو الأكبر تتحمله الجهات المعنية، فعلى سبيل المثال انعدام المواقف المخصصة للزائرين أو الزبائن لأن الحيز الأكبر من تلك المواقف قد استولت عليها سيارات بيع البطيخ والجح والطماطم وعلى الناحية الأخرى تجد الناقلات (البرادات).. إذًا عليك أن تبحث عن موقف بعيدًا عن تلك الحجوزات التي لا نعرفها هل هي شرعية أم غير شرعية؟ والتارة الأخرى هي وقوف سيارات البيع بالتجزئة على قارعة الطريق أو وسط الدوار، والسبب الآخر هو جعل المسار المتجه في مسار واحد إلى مسارين، والشيء الأصعب من ذلك هو التلاعب في الأسعار في ظل غياب الرقابة على الباعة داخل السوق مما تجد هناك تفاوتا في الأسعار، ولهذا يجب أن تفرض المزيد من الانضباطية داخل السوق وأن تكون مختلف الجهات شريكة في ذلك من خلال وجود مديرية مستقلة تشمل جهات البلدية والمعنية في الأمور الرقابية والمتابعة والنظافة وغيرها والشرطة ودورها في تنظيم حركة السير ومخالفة كل من تسول له نفسه إلى عدم الانضباط ومخالفة القواعد في استخدام الطريق، وكذلك فك التراشق والتلاسن الذي يحدث بعض الأحيان وقد تصل الأمور إلى فرض العضلات والقوة بين البعض داخل السوق، والجهة الأخرى هي الهيئة العامة لحماية المستهلك تلك الجهة التي نكن لها كل التقدير والاحترام وندعو الله أن يصبرهم على جهودهم وتفانيهم في عملهم.. فوجودهم بصفة دورية ومنظمة في سوق الموالح المركزي يسهم في ضبط الأسعار ويعيد تلك الرؤوس التي تطل بقائمة بضاعتها على كيفها إلى جحورها مرة أخرى، أما الحديث عن النظافة التي يحتاجها السوق فسيكون لنا حديث مطول في ذلك خلال الأيام القادمة.

يونس المعشري
[email protected]