هل رمضان هو زمن المعجزات؟ لماذا يتبدل حالنا في رمضان؟ هل رمضان من يغيّرنا؟ أم أننا نملك الخير في أعماقنا، فتمتد يد رمضان الوضيئة تستخرج اللؤلؤ ومجوهراتنا النفيسة، أهو من يصوغنا في قالب آخر؟ أم نحن من أراد التغيير, وملك العزم الصادق، وحث الخطا، فذلت الصعاب، وهانت الخطوب، واستلذت المتاعب؟.
أيمكننا أن نتغير متى نريد أم أننا نحتاج إلى مواسم تنثر بياضها النوري فتكتنف أرواحنا حيث النور؟.
هل هو تمازج الخير في موسم الخير؟ لماذا ننفرد بطاقات هائلة في هذا المناخ العظيم؟.
أيمكننا أن نقول أننا نملك التغيير بأيدينا ما دام القلب موصولا بالله، فكل لحظة من عمرنا تُعمر ببناء الخير، وقد خصنا الله بمواسم نورية تتفجر فيها ينابيع الخير، يسقينا زلالا صافيا من كف السناء، ونظل نرشف هذا الرحيق الرباني لنغيب في عالم وصال لذيذ، ذاك كله زادنا من رمضان إلى رمضان، فهل من مغتنم؟
ضيف الروح
وغدت المصاحف مزهوة بكل الأيادي التي عدت إليها، من أنت يا رمضان؟ أجواؤنا مفعمة بأريج القرآن، والدعاء، والاستغفار، والاستشعار، من أنت حين حللت فأغلقنا نوافذ شتى من حوائج الحياة لنكون لك وحدك، أي ضيف زارنا فألبسنا أردية النور؟ وحملنا على بساط النور، أي حبيب حل في ديارنا، فأفردنا له قلوبنا شوقا، وتسابقنا إلى لقاه، وبسطنا أرواحنا لينثر من كفه لآلئ الأنوار.
هبنا مما لديك ما يروي ظمأ الروح، هبنا يا رمضان، فأرواحنا صادية لمغترف معينك، املأنا نورا يا رمضان، واجعلنا من الله أقرب فمسافات الشوق إليه تحرقنا.
إلهي: امنن علينا باغتنامه صياما وقياما وأسراراً وإسراراً يا الله.

إعداد ـ أم عاصم الدهمانية