إعداد ـ أم يوسف:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد .. فالقرآن الكريم كتاب الهداية الكبرى للعباد، يهدي كافة الناس إلى الرشاد.
إذا نظرنا الى المجتمع الجاهلي نجدهم قد اتجهوا اتجاهات متعددة، وسلكوا سبلاً متنوعة في التوجه وصرف العبادة، بل كانوا لا يعرفون ما هو النافع من الضار.
لقد جاء القرآن الكريم موضحاً ومبيناً المعتقد السليم الواجب على المرء السير في مساره ووجه الناس إلى ذلك، فالآيات القرآنية الكريمة تحدثت عن إثبات وحدانية الله تعالى، بأساليب مختلفة وطرق شتى، فنجد الآيات التي نزلت في الفترة المكية تكشف بجلاء المنهج القرآني في تأسيس الإيمان في قلب الإنسان، فإلقاء نظرة إلى الواقع الذي كان يعيشه الأخيار الذين آمنوا بالله تعالى وبرسوله النبي الكريم (صلوات ربي وسلامه عليه) كيف أحدث فيهم تحولاً عجيباً وميولاً سريعاً لهذا الدين بعيداً عن الوثنية وتوابعها.
فقد وجهت الآيات القرآنية المرء إلى أنه لا معبود بحق إلا الله (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) وعرفته بتوحيد الألوهية والربوبية، والأسماء والصفات (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير).
وفي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:(إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة).
وقال تعالى:(وهذا صراط ربك مستقيماً قد فصلنا الآيات لقومٍ يذكرون) ، وقال: (إن الدين عند الله الإسلام).
ثم وجه الأمة بطاعة الرسول المبلغ عن الله تعالى والمبين لما نزل عليه من تعاليم التربية القرآنية، فقال تعالى:(وما أرسلنا من رسولٍ إلا ليطاع بإذن الله) ، وقال:(من يطع الرسول فقد أطاع الله).
فالقران الكريم يبين لنا الموازنة بين الصراط المستقيم والسبل المنحرفة تحذيراً من الوقوع في براثنها، فقال تعالى:(وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) وكشف حقائق الآلهة المضلة، قال الله تعالى:(أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله)، وقال سبحانه:(مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون).
فهذه هي التخلية والتحلية وهما مهمان في التربية، وبحاجة إلى بحث مستقل لإبرازهما بجمع أفرادهما من القرآن الكريم وضم أطرافهما وتوضيح منهجهما وأهدافهما وغاياتهما.
.. وللحديث بقية.